سبع قطرات كألوان الطيف السبعة في علي إبن طالب عليه السلام وكرم الله وجهه

كما قلت في موضوعي السابق ... سأغترف اليوم سبع قطرات على عدد ألوان الطيف السبعة :) من محيط حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ... و هذه القطرات إخترتها و هي من المتفقات بين الفريقين والحمد لله :) ...

القطرة الأولى : عندما الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم هاجر من مكة الى المدينة المنورة ... ذلك اليوم اتفقت عشائر قريش المناوئة للإسلام بأن تجمع من كل قبيلة رجل أو بالأحرى من أقوى الرجال وأشجعهم ... من من الرجال وقتها كان مستعد للتضحية بنفسه ... وخاصة الشباب من منهم يضحي بشبابه و هو من أشجع الشباب و أقواهم ومن أفضل قبيلة وعائلة و من أفضلهم أخلاقا ؟؟؟ ... نعم إنه علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ... يمكن أن تطبق عليه هذه الاية الكريمة ... وكلنا يعرف أن القران لكل زمان ومكان ... قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) " البقرة 207 ، وبهذا كان ((أول فدائي للإسلام)) ... فبورك له هذا الفداء ...

القطرة الثانية : بعد أيام و بعد أن هاجر الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام و وصل مع الرسول محمد صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم الى المدينة ... حصلت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ... ولكن من هؤلاء كلهم ... 2 فقط من المهاجرين اخا الرسول بينهم ... لقد اخا الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام وكرم الله وجهه الشريف وقال له –حسب الروايات- : (( أنت أخي في الدنيا والآخرة)) ... فما هذه المكانة التي جعلته أخ للرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ؟؟؟ ماذا فعل لينول هذا ؟؟؟ ... يا ريتني أفعل نقطة من أعماله ... ! ... بوركت يا سيدي ...

القطرة الثالثة : في غزوة الخندق ... تلك الغزوة التي قال فيها الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم : (( سلمان منا أهل البيت )) ... والتي إقترح فيها سلمان الفارسي عليه أفضل الصلاة والسلام الصحابي الجليل بحفر الخندق  ... رغم هذا الخندق استطاع عمرو بن ود العامري المعروف بفارس الجزيرة أو فارس العرب ... مرتين نادى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بين جيشه وسأل عن من يبارز عمرو (لعنه الله) ... فلم يستجب أحد إلا علي كرم الله وجهه وكان يرده وفي المرة الثالثة جعله يبرز اليه ويقاتله ... يا ترى ما هذه الجرأة والشجاعة لدى علي عليه السلام التي جعلته يواجه ويجابه أشجع الفرسان وأقواهم ... ومن يخاف منه الصغير والكبير ... ولكن هل هذا غريب ممن استفدى نفسه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟؟ ... عندما برز اليه قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : (( برز الإيمان كله للشرك كله)) ... وهو من قال الله سبحانه وتعالى : " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) " النجم 2-5 ، فما معنى جملة الإيمان كله؟؟؟؟ ... وما هذه المنزلة التي امتلكها علي عليه أفضل الصلاة والسلام ليكون لديه الإيمان كله ؟؟؟ ... وما هذه الضربة التي جعلت الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول عنها : (( ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين ))  ... يحتاج هذا الحديث الى تمعن كبيييير ... وكلنا نعلم أن العبادات لا تقاس بطولها إنما بالنية و الإخلاص لله سبحانه وتعالى ... ومقياس الحسنات عند الله سبحانه وتعالى لا نعرفه ... وهذا يعني أن أعمالنا كلها تعادل ضربة علي كرم الله وجهه يوم الخندق ... فما هذه المرتبة  التي لدى علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ؟؟؟

القطرة الرابعة : في غزوة تبوك استخلفه الرسول محمد صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم في أهله ... فورد إنه قال له : (( يا نبيَّ اللّه زعم المنافقون أنك لمَّا خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني)). فقال صلى الله عليه وعلى اله وصحبه المنتجبين وسلم : (( كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك. أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، ألا أنه لا نبيّ بعدي)) ، فرجع عليٌّ إلى المدينة و ذهب الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى الغزوة ... من لا يعلم من هما هارون وموسى عليهما السلام فهما نبيان إخوان رضي الله عنهما وأرضاهما ... علام أعلق على هذه الحادثة ؟؟

القطرة الخامسة : قال عنه الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم : (( أقضى أمتي علي )) ... ومن هي أمته ؟؟؟ ... نحن أمته ... ولن يصل فينا أحد أبدا الى قضاء علي كرم الله وجهه ... ماذا يعني هذا الكلام ؟؟؟ ... أو بالأحرى ... من هو علي ؟؟

القطرة السادسة : أذن بلال الحبشي عليه السلام فقام الناس للصلاة وبينما هم كذلك إذ بسائل بين الناس ... فلما وصل الى علي كرم الله وجهه كان راكعا عليه أفضل الصلاة والسلام ... فأعطاه خاتمه ... فعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ... ونزلت فيه هذه الاية الكريمة " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) " المائدة 55 ، في هذه الاية وحسب فهمي القاصر والمتواضع ... ولينا الله سبحانه وتعالى و الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ... وعلي كرم الله وجهه ... وربما اخرون ... وهل من غريب هذا على نفس رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبون وسلم ؟؟؟ ... وهو قد وصفه الله سبحانه وتعالى في اية أخرى بأنه نفس الرسول عليهما أفضل الصلاة والسلام ؟؟... لمعرفة الاية والمناسبة يرجى مراجعة موضوعي السابق ((إضغط هنا فضلا لا أمرا :) ))

القطرة السابعة : لم يستطع أحد قتله في معركة أو مواجهة قط ... بحيث لم يضربه إبن ملجم اللعين إلا وهو ساجد ... فما هذا الجبن لدى إبن ملجم ... وما هذه الهيبة لعلي كرم الله وجهه ؟؟ ... وهو الوحيد الذي قال حين ضرب (( فزت ورب الكعبة )) ... هنيئا لك سيدي هذا الفوز ... يا له من فوز ... يا ليتني أفوز أيضا ... فما أقرب الفوز منك ... وأبعده مني ...

هذه سبع قطرات ... طبعا اليوم يصادف 15 رجب ... أخر يوم من الأيام البيض ... وهو اليوم الذي فيه تزوج علي من فاطمة رضي الله عنهما ... وأيضا هو اليوم الذي توفيت فيه زينب إبنة فاطمة وعلي عليهم أفضل الصلاة والسلام ...

وهذا بعض من شعره لمحبي الشعر الذي أخترته لكم سأختتم به موضوعي ... وعذرا للإطالة حقا ... في أمان وحفظ الله سبحانه وتعالى

في كتمان الأسرار

إذا المـرء أفشـى سـره بلسـانـه ولام عليـه غـيـره فهـو أحمـق

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق

في الأصدقاء

لا خير في ود امريء متلون إذا الريح مالت، مال حيث تميل

وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهـم في النائبات قليلُ

في حظوظ البشر

تموت الأسود في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب

وعبد قد ينام على حرير وذو الأنساب مفارشه التراب

الهموم والتوكل على الله

سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون

فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون

إن ربك كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون

الرئيس الحقيقي

إن الفقيه هو الفقيه بفعله ليس الفقيه بنطقه ومقاله

وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقومه ورجاله

وكذا الغني هو الغني بحاله ليس الغني بملكه وبماله