شذرات ملكيّة ’’5’’


تلك الأماكن التي نزورها خلسة وحدنا ... مع أناس ليسوا في الحقيقة معنا ...
تلك الأماكن التي لا نعرف في الحقيقة أين هي ... والتي لا نختار بإرادتنا هي ...

نعود لها أحياناً ... وكأن حتى أنفاسنا في ذلك العالم تصيبها الحنين ...
وكأن حتى قلوبنا ... في تلك الأمكنة ... تعتنق التفصيل ...

ونبقى ... نحن نبقى ... بما لا نعرف ولا نفهم ... مغرمين ...
ونصر ... على أنَّ ما نراه حينئذٍ ... ليس مجرد تفكير ...

ومحال له ... بل كيف له ... بثوانٍ سبعة ... أن يكون بهذا التصميم؟
والعمق ... والضحك ... والدمع ... والحنين.


=========

نبدأ بالتكهن ... حيث نواجه أولى ردات الفعل المحتملة والإبتسامة والسعادة ...
ثم الواقع ... حين نعيش هذه السعادة مدركين لها أو غير مدركين ... 
ثم الذكريات ... 

تكون حارّة في البداية تلسع بكيّاتها قلوبنا ...
ثم تصبح دافئة تدفِئ قلوبنا بعذوبتها وتحكم السيطرة عليه بسلاسلها الحريريّة ...
وأخيراً تصبح عابرة ... لا نكاد نستحضرها وإن حضرت فبإبتسامة جميلة نستقبلها ... مع عدم رغبتنا أوحتّى تخيّلنا بأنها قد تعود ... ولم تعود؟

ألم يحدث بعدها ما هو أجمل بكثير؟

=================

عندما أتكلم بثقة، وأتصرف بثقة ..
ليس لأنّي الأعلم .. ولا لأنّي الأفضل ..
فعمري صغير وخبرتي قليلة ..
لكن لأنّي أعلم .. بأنّي استشرت الأعلم!
ومن يجيب الله عزّ وجل سؤاله .. لن يوجد علمٌ يجيب على السؤال حينها أفضل!

فلا تسألني يوماً كيف أعلم!
فلا ذكائي ولا فطنتي ... ولا تركيزي ولا حسبتي ..
بل هو تفضُّل من ربّ العالمين عزّ وجل علي ..
لا أكثر!

هذا ما يجعلني ... أعلم!

==================

أتمنى كثيراً لو أننّا كلّما اغتسلنا تطهرنا من الذنوب ...
من الآثام ...
من الخطايا ...

أتمنى كثيراً أن تكون تلك القطرات الشفّافة المتساقطة علينا بسهولة ...
بعمق ...
بشفافية ...

أتمنى أن تستطيع أن تغسل ما تحت الجلد ...
ما تحت العظم ...
ما داخل الروح ...

ولكن ...
التوبة تحتاج لأكثر من ماء ... 
وصابون ...

تحتاج لصدق ...
ورغبة ...
واصرار ...

لكن ما زلتُ أعشق الاستحمام ...
وأعشق ذلك الشعور ...
أن أكون نظيفة ...
نقيّة ...
طاهرة ...

حتّى لو كان مجرّد خيالٍ غير معقول ...
فهو ما زال بالنسبة لي ...
واقعاً يخترق الشعور.

==============

كم أخاف أن أتمرد ... أن أفعل مالا يتوقع أحد مني فعله ...

ولكنّي إن فعلت وأصرّوا على جرّي لهذا ... 

فليعلموا بأنّي لن أعود ... أبداً!

==============

أشدّ ما يؤلمني ... ويقبض ساعات قلبي ...
أن ما أفقده منك ... لا أجده منك ولا من غيرك حتى في المنام ...
لأستيقظ وأنا شبه حطام ... 
وما زلت لا أستوعب بأنه من الممكن ... 
أن لا تقدم لنا الحياة أشياء ... قد تكون أعزّ أمنياتنا مذ كنّا صغار!

أريد أمل -~6*

الفصول الأربعة تتعاقب، تبدأ كما تراه كاميليا في الصيف، حيث الإجازة، الوقت الكثير، والبسمة ...

حاولت هذه السنة مدرستها توطيد علاقتها بها، هي فقط لم تستطع أن تثق – بصورة كافية – بها، مع أنها كانت ومازالت تحبها كثيراً وتحترمها، أعطتها عناوين لكتب كثيرة لم تستطع قراءة أغلبها، مع أنها تنوي هذا الصيف قراءتها كلّها، كانت تخاف كثيراً من أن تبوح لها بسرّها، فهذا السر حتّى والداها لم تستطع إخبارهم به، تراه أكان يستحق كل هذا الكتمان؟
               
كان هذا الصيف " [1]الصيف المحظوظ " كما كان يقول غلاف دفتر ملاحظاتها، فقد استطاعت به التعرف على هاري بوتر [2] ومغامراته، كانت مأخوذة جداً به وبعالمه، ذلك العالم المليء بالعجائب والغرائب، بالأمنيات التي تتحقق بجملة واحدة وتلويحة عصا ..

أمسكت بقلمها وبدأت تكتب ملاحظة اليوم[3]

  دفتري العزيز، مازلتُ أفكر في عالم هاري بوتر، يا ترى هل هذا هو عالمي الأصلي؟

  ولكنّي بلغت الثالثة عشر ولم يأتِ لي أحد لأخذي بعد!

  هل هو موجود أساساً؟ وهل لغتهم هي نفس لغة أولئك الغرباء؟

   أنا أحب مامي وبابي كثيراً ولا أود استبدالهما، ولكن لا زلت مستغربة من فهمي لتلك اللغة التي سمعتها لاولئك الناس، كان الجميع ينظر لهم باستغراب ولكنّي كنتُ أشعر بطريقة ما بأنهم مألوفون، كأني رأيتهم في مكانٍ ما قبلاً، وأيضاً فهمتُ ما تكلموا به، كيف حدث هذا؟

  أعرف بأني أزعجك دائماً لذكري تلك القصة رغم مرور هذه الفترة على حدوثها، الغريب أنّي لحد الآن لم أجد أحداً يشبههم أو يتكلم مثلهم مع أني أحرص على الذهاب يومياً لنفس الحديقة!

  أنا لا أريد إخبار والداي بالأمر لأني لا أريد أن يأخذوني للطبيب، سوف يسألني أسئلة غريبة ويجعلني غير مرتاحة ويعطيني الكثير من الأدوية رغم أني لا أشكو من أيّ مرض، وفوق كل هذا ماما ستقول كما قالت قبلاً بأنه يجب عليّ أن أستمر في تناول الأدوية لمدة شهر أو أكثر، أنا لا أحب الأدوية ولا طعمها بصراحة ولا أحب هذا الدكتور المجنون!

  لا يوجد لدي أحد لأخبره عمّا حدث معي، بصراحة أودُّ أن أخبر أستاذتي الكسندرا، ولكنّي خائفة من أن تفعل كما يفعل والداي، مع أنني أحبها كثيراً، لا أعرف كيف أتصرف، ماذا تقترحين عليّ أيتها العزيزة؟

   أيجب علي أن أخبرها أم لا؟

وجدتها!

 سأزور الكنيسة غداً سأصلي وأتوسل بالرب الرحيم  ليساعدني، وسيدلني على الحل، أنا متأكدة، أحب الرب كثيراً فهو دوما يساندني ويساعدني في حل جميع مشاكلي عندما أطلب منهُ ذلك ..

  شكراً جزيلاً على المساعدة دفتري العزيز، أراك غداً ليلاً لأخبرك بالتطورات.



[1]  The lucky Summer
[2]  سلسلة شهيرة من سبعة أجزاء تتكلم عن عالم خاص للسحرة في جزء من هذا العالم ويركز على قصّة الولد الساحر الذي لم يمت بالتعويذة القاتلة.
[3]  Today’s Note

كاذبة


·         هل كذبتي؟
·         نعم، فعلت.
·         مرة أخرى!!
تلك الأوقات التي نكون فيها وحدنا، لسنا وحدنا بالضبط .. نحن والله عزّ وجل وحدنا.

عندما نشعر بالوحدة، بالظلم، بالقهر، بالإهانة .. أحلامنا وُئدت، من وأدها؟ لا ندري.

أهو نحن .. أم المجتمع؟ ، أهو نحن أم الغير؟ ، بكل الأحوال نحن نتحمل نصيباً كبيراً من الذنب، ألسنا من سمح للغير بوأدِها، ألسنا من شاركنا المجتمع أفكاره؟

ندرك بأننا أخطأنا، ليس بحق أحد إنما بحق أنفسنا .. ظلمناها!

فكيف نأخذ بحقها من أنفسنا؟

صحيح بأن البراءة جميلة، صحيح بأن الطيبة مطلوبة، صحيح بأن مراعاة الآخرين شيء لا بد منه لنستحق لقب ""إنسان" ..
لكن الذكاء والتفكير مهم جداً، أليس العقل ما يميزنا عن المخلوقات الأخرى؟

عندما نتخلى عن مفاهيمنا وقواعدنا التي حددنا بها حياتنا، لأجل ماذا؟
أمل قد لا يتحقق!

وقتها نكون خطونا أول خطوة في درب التخلي عن أنفسنا، أول خطوة في إهانة أنفسنا، أول خطوة في ظلم أنفسنا.

يبدأ التنازل بخطوة تتبعها أخرى لنفتح أعيننا ونجد بأننا فعلنا الكثير، الكثير جداً مما اعتبرنا بأنّ من المستحيل علينا –قطعاً- فعله.

قد –وقد لا- نحاول في العودة إلى ما كُنّا عليه، ولكن هيهات ..

إمّا أن نصبح أقوى أو نبقى على ضعفنا، في كل الأحوال هذا الزخم من الخبرات التي اكتسبناها لا يمكن أن يختفي لنعود إلى عهدنا السابق.

قد تكون نعمة أو نقمة، نحن من يقرر ..

ولكن في كلّ الأحوال لن نستطيع أن ننكر حتى إن تنكرنا لتلك الأنفاس التي هدرها جهازنا التنفسي، لنعيش تلك اللحظات.

قد يكون صعباً أن نستوعب ما فعلناه بأنفسنا، حجم الضرر الذي سببناه لها، ما ذنبها هي؟

نحن لا يمكن أن نتخلى عمّا نحن عليه، الصفات الجيدة التي جبلنا عليها، يجب أن لا نفعل هذا!

نحددها نعم، نعرف متى نستخدمها نعم، لكن لا نجهضها!

ليس ذنبها هي بأننا لم نعرف استخدامها، بأن الآخرين استطاعوا استغلالها ..

يجب أن نعرف متى نستخدمها مستقبلاً .. وبأن نكون حازمين –لكن لطيفين- معها.

سنجرب كثيراً أن نخرج من تلك الفقاعة التي وُضعنا فيها، وسنفشل كثيراً.

هو ليس فشل، هو فقط طريق خاطئ اتخذناه .. بسبب صديد تلك الآلام، التي ما زالت تعيقنا.

كلّما أصررنا على عدم الإستسلام وعلى إيجاد طريق آخر، ولا ننسى أن يكون كل هذا بالتوكل والاعتماد على الله ..

كلّما جُلي هذا الصديد وظهر الماس، وقد يكون مافينا أعظم من الماس، قد يكون فينا قلب وعقل ومشاعر تُرضي الله ..

وقتها سنبدأ أخيراً بتقدير أنفسنا وجهودنا، وقتها سنبدأ بالشعور بعظمة الخالق، الذي جعلنا نمر بما مرّ بنا ..

لنتعلّم .. ونفهم !

وقتها سندرك فقط بأننا نجحنا، بامتياز .. وكُنّا الأوائل على أنفسنا.

لو يحصل هذا فقط .. وقد يحصل .. ربما يحصل .. وبالإمكان طبعاً أن يحصل ..

وقتها فقط .. حينها فقط .. ينبغي أن نقول "هنيئاً لنا". 


·        هل كذبتِ هذه المرّة أيضاً؟
·         نعم، فعلت.
·         إذاً ما الفائدة من كل كلامك؟
·         كانت آخر كذبة، فأجهضتها.

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair