,

هو & هي



أغدقها بالنعم ... لم يجعلها بحاجة لأي شيء ... ولا لأي شخص... ولم يكن يطلب منها شيء ... سوى طاعته ... وكانت كل أوامره ... من أجل أن يوفر لها مستقبلاً وواقعاً أفضل ... كانت دائماً تعصي أوامره ... و كان يعاتبها بإغداق النعم عليها أكثر ... وعندما تشعر بما فعلت ... تعتذر و تتدحرج دموعها ... و أحياناً لا تدمع ... ولكنه يسامحها على ما فعلت ... و تعاود الكرة مراراً و تكراراً ... ولا يقسو عليها أبداً ... فهو دوماً يسامحها ... و دوماً يبتسم عندما تأتيه محتاجة ... أو معتذرة ... أو شاكرة ... دوماً مبتسم ... ولا يبخل عليها أبداً ...


سألته يوماً : لماذا تفعل ذلك ؟ أنا لا أستحق كل هذه المسامحة والطيبة ... كل هذا الحنان والرحمة ... لم أجدها من أحد كما وجدتها منك ... ولن أجدها ...

ابتسم كعادته و خاطبها بلطف ... هو القوي و هي الضعيفة ... وهو دوماَ يراعي ضعفها و صغر عقلها ... قال : لأنني أحبك ... و صدقتي ... لن تجدي هذه الأمور من غيري بهذا الحد ... أبداً .

هي لم تفعل ما تستحق به أن تُحَب ... ولكنه يحبها ... وعلمها أن تحب ... فكان نعم المعلم ... فتعلمت منه فن الحب ... ليس بقدره طبعاً ... ولكنها بدأت بحب من حولها ... إقتبست نقطة من كون محبته و بدأت بتطبيقه ... تغيرت حياتها ... أصبحت أكثر حساسية و لطفاً ... و لكنها كثيراً ما تقسو ... وهو دوماً يعلمها و يقودها للأفضل ... كان يرسل معها خدماً يعينوها ... من غير معرفتها ... فتفرح لأنها تظن بأنها تنجز مهامها بفعالية أكثر وبنجاح... غافلة عن إن الخدم قاموا بتسهيل معظم المهام ... ودفعها لإنجازها ... عندما تشعر بالحزن ... و تتذكره ... نعم رغم ما كان يفعله لها ... فقد كانت كثيراً ما تنساه ... و تتذكره نادراً ... ولكنه كان راضياً ... فهو لا يود أن يثقل عليها الأمور ... عندما تتذكره ... وقبل أن تطلب منه المساندة ... كان يبعث لها ما تحتاج ... بل أكثر ... و لكنها لم تنفك أبداً عن المشي عكس رغبته ... تقول دوماً له : هذه اخر مرة ولن أكررها ... يبتسم لأنه يعرف أنها كاذبة و لكنه لا يصارحها بهذا لألا يجرح مشاعرها ... بل و يزيد من عدد خدمها و مستشاريها و أصدقائها ... ربما بهذا العطاء ستخجل منه ... ولكنها عديمة الخجل ... مجرد دقائق تشعر بالذنب فيها و أحياناً لا تشعر ... 

اخر مرة ... كانت مطيعة ... تلتزم بالقوانين ... بعدها خرجت مع صديقتها ... عصته و عصته و عصته ... بالنهاية ... أرادت تشغيل *أغنية* ... وهي قد تركت سماعها للأغاني تحت أمره منذ فترة ... اختارتها ... و لكن المتصفح توقف ... و لم تُفتح الأغنية ... إبتسمت ... عرفت أن ما حدث كان من أحد خدمه و بأمره ... كل هذا من أجل ألا تفعل المعصية ... و ترتد عمّا قررته سابقاً من الطاعة ... أغلقت كل المتصفح ... و أكملت ما كانت تفعل مع صديقتها ... هل ارتدعت ؟ ... كلا !

بكل بساطة عندما عادت للمنزل أخرت صلاتها إلى منتصف الليل تقريبا ... و ليست شاطرة إلا بالقول بعد كل هذا الكم من المعاصي ... و أيضاً متيقنة أنه ما زال و سيبقى يحبها ... و أنه سيسامحها ... قالت له :

" عذراً لك ربي "

26 قطرة / قطرات:

  1. غير معرف10/10/2010

    :)

    وهو الغفور الرحيم :)

    بوست رائع

    تحياتي

    ردحذف
  2. نعم ... هو كذلك :)

    تسلمي من زوقك بس :)


    دمت بحفظ الرحمن :)

    ردحذف
  3. غير معرف10/10/2010

    سبحان الله ولا اله الاهو وحده لاشريك له

    ربنا ارحم علينا حتى من امهاتنافكيف نرد محبته لنا بالعصيان والكفر بالنعمه والتقصير ..وهو ليس بمحتاج لنا نحن المحتاجين له .. الله مصدر كل وحي وجمال ونور ورحمه وعظمه وعدل..

    جزااك الله الجنه حبيبتي قطرة بارك الله فيك.

    كوني بخير.

    ردحذف
  4. أراكِ أختي الكريمة متحاملة على بني جنسك :)

    لا أعرف لماذا أشعر أنك تتحدثين على إنسانة بعينها.. أعتقد لأنك لم تتركي أملا أمام القارئ في أن تصلح من حالها..

    أما إن كانت الأسطر من وحي الخيال، فيفضل -في رأيي- أن تؤكدي على قيمة كبيرة، وهي أن الإحسان المستمر للغير دون انتظار مقابل لا بد بإذن الله أن يؤدي إلى نتيجة.. حتى لا ييأس فاعل الخير...

    معذرة لم أستطع وصف كلماتك بالـ(قصة) لأنها ما زالت تفتقر لمكونات القصة.. لذا أنصحك بالقراءة عن أدب القصة القصيرة.. فهذا مما سيطور كثيرا من أسلوبك ويزيده جاذبية وتماسكا...

    جزاك الله خيرا على مجهودك الطيب.. وأتمنى لك التوفيق مع تحياتي.

    ردحذف
  5. قصه جميله فالله غفور رحيم في حديث قدسي قال تعالي(( ياعبدي لو اتيتني بملء الارض ذنوبا ورجوتني غفرت لك ولا ابالي) بس ماذا لواتاها الاجل قبل ان تدرك الاعتذار شكرا لكي تحياتي

    ردحذف
  6. يارب اغفر لنا دوما فأنت من قلت وقولك الحق في حديثك القدسي أننا إذا استغفرناك غفرت لنا ولو بلغت ذنوبنا عنان السماء..لي تعقيب واحد فقط يا قطرة وفا : الله عز وجل يغفر الذنب للتائب الذي لا يعود لأفعاله مرارا وتكرارا......تحياتي

    ردحذف
  7. عرفته من أول كلمة
    ياحبيبى يارب:)

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختي الفاضلة قطرة وفا

    نعم علينا جميعاً أن لا نيأس من رحمة الله

    (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ))
    ( يا ابن آدم أطعتنا فأحببناك وعصيتنا فأمهلناك وإن رجعت إلينا قبلناك )

    فالرحمن جعل باب التوبة مفتوح حتى تظلع الشمس من مغربها أو يدركنا الموت..
    وهو عظيم يمهل ولا يهمل.. رحمته سبقت غضبه عز وجل..

    بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع

    وموفقة دائما أختي في الله قطرة وفا...

    ردحذف
  9. جميل ما تكتبينه دوماً ..

    كم من المرات نخطأ ونكرر الخطأ وأحياناً نزيده أكثر من اللازم ..

    والله كريم غفور يغفر الذنب جميعاً .. سبحااان الله ...

    بوركتي أخيتي ,,

    ردحذف
  10. هذا واجب جديد من نوعه فقد قمتي به أكثر من مرة وذكرتي العديد من الصحابة في مدونتكِ

    أنتظركِ .,
    http://abeeronly.blogspot.com/2010/10/blog-post.html

    ردحذف
  11. سبحانه وتعالى

    هذا هو الفرق بينه و بيننا ... هو الله سبحانه و تعالى ربنا ... ونحن البشر الخطائين محبي العاجلة ...

    أهلاً بكِ أختي الحبيبة :)

    ردحذف
  12. ههههههههه لا ليس تحاملاً ... تكلمت بصيغة المؤنث و لكنني قصدت كلا الجنسين :)

    معك حق ... كنت أتكلم عن إنسانة بعينها :) ...

    لا لم أقصد هذا ... قصدت أن أبين رحمة رب العرش العظيم فحسب ... و لو نظرنا نظرة واقعية فأغلبنا يشبه هذه الفتاة ... كلنا نقول لك العتبى حتى ترضى ... هذه اخر مرة ... ونعود للذنب ... ليست كل الذنوب و لكن بعضها :) ... هذا ما قصدته و لكن خانتني كلماتي :)

    معك حق ... ذهب هذا الموضوع من بالي :) ... من الأكبر و الأكثر خبرة مني أستفيد :) ... شكراً على النصيحة :)

    إن شاء الله أخي ...

    و شكراً لك على المرور الجميل و النقد البناء ... دمت بحفظ الرحمن عز وجل :)

    ردحذف
  13. سبحانه و تعالى ... لا يوجد من أرحم و ألطف علينا منه ...

    هي في كل فترة تعتذر و تتوب ... عسى الله عز وجل يسدد خطاها و يوفقها لطريق القرب الالهي ...

    و ان شاء الله لا يأتيها الأجل إلا و هي خالية من الذنوب :) ...

    أهلاً وسهلاً بك أخي في الله هنا دوماً :)

    ردحذف
  14. يااااااااااا رب

    هي كانت تتوب و تندم ... و لكن أحياناً التوبة بعد فترة تنقض ... :)

    أهلاً بك دوماً أختي كلمات من نور :)

    ردحذف
  15. :)

    بعدتي عني عنصر المفاجأة :) ... إحساسك صااائب

    حبيبي انا بررضو :P

    ردحذف
  16. وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته :)

    أكيد ... صدق الله العلي العظيم

    سبحانه و تعالى ... أرحم الراحمين

    أشكرك أخي ... دمت بحفظ الرحمن دوماً و توفيقه ... و شكراً على الدعاء :)

    ردحذف
  17. هذا من ذوقك أختي :)

    معك حق ... مراتٍ لا تحصى !

    سبحاااانه و تعالى والحمد لله إنه ربنا عز وجل :)

    و بالنسبة للواجب فقد حولته لي الأخت سنو وايت أيضاً ... إن شاااء الله في أقرب وقت ألبيه :)

    أشكرك لإختياري :)

    دمت بحفظ الرحمن عز وجل :)

    ردحذف
  18. بوست رائع

    يعطيج العافية :)

    ردحذف
  19. اللهم اغفرلنا واعف عنا وارحمنا وبصرنا سبل الهداية

    ردحذف
  20. الهدف اتضح منذ البداية
    كلام جميل.. بسيط سلس وبيّن المقصود
    وفقنا الله وإياكِ لما يحب ويرضى
    وثبتنا على سراطه القويم المستقيم

    ردحذف
  21. الله يعافيج اختي :)

    أهلاً برجوعج :)

    ردحذف
  22. اميييييييين ياااا رب

    أهلاً بك أخي في الله

    ردحذف
  23. لم ينجح الإخفاء معي :)

    شكراً لك إختاه :)

    ياااااااا رب امييييين

    الحمد لله على سلامتك :)

    ردحذف
  24. بالعكس فقد أضفى ذلك جمالاً على المعنى
    و الله يسلمك :)

    ردحذف
  25. عذرا لك ربي انا كنت متاخر عن صلاة المغرب وقمت لما قريت الكلام ده بس يا ترى هيبقى موجود في صلاة العشاء
    الدنيا بتضحك علينا وفعلا هي شاطره وكل مره تغلبنا
    تسلم ايدك وعقلك اللي طلع الفكره

    ردحذف
  26. تقبل الله منك صالح الأعمال أخي في الله

    تقدر ترجع تقراه :)

    احنا اشطر و قادرين على اننا نغلبها ... بس امتى نشغل الارادة والطاقة اللي جوانا ؟


    الله يسلمك ياا رب و الف شكر على مرورك الجميل إن شاء الله ميكونش اخر مرة :)

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair