عاش تقريباً بدون أب ولا أم ...
ربّاه الزمن ... نحتته الرياح ... و قسّاه البشر ...
هو تزوج وزوجته لا تحبه فلم يسكنه معه ... وهي تزوجت وارتأت بأنه من غير المناسب أن يبقى في حياتها ...
فعاش معهم ...
كان يأكل معهم ... إلّا إنّ بيضهم المقلي أكبر بكثير من بيضته ...
وعندما مات من يكفله ... أراد الجميع تهشيمه ... فقد كتب له جده أرضاً من أراضيه بإسمه ... مما زاد حنق أبوه عليه ... لما يكتب لحفيده ولا يكتب لي أنا ... من الأفضل ؟
أخذ نصيبه بصعوبة ... وأكمل العمل ...
هو تقريباً عمل طول حياته ...
منعوه من الإتصال بإخوته لأنهم بدأوا يحبوه ... وكانت زوجة أبيه تغار منه ... فلماذا صيته حسن وصيت زوجها قد بهت ...
لم أستغرب من كرهه للإستقرار ... من علاقاته العابرة ... رغم كل شيء أحببته وكنتُ له أختٌ حنون ...
ذاك اليوم سمعتُ بأنه خطب ... كدتُ أرقص من الفرح ... أخيـــراً ...
لم تختبئ عنّي تلك الإشعاعة ولم يفلت مني ذاك الوهج ... قالها بعد لحظات من الصمت ... " حقاً الزواج مختلف ، علاقة الزوج بالزوجة جميلة ولا تشبهها شيء " ... طبعاً أردف كلامه بكافة العلاقات الإنسانية الأخر ... ولكنني فهمت ...
أدركتُ بأن جمال الحلال له قد وصل ... وقد أدرك بعد عمر ... بأن قرار الزواج في بيت ... أجمل ما حصل !
ربما لا يدرك مدى اهتمامي بفرحته ... ولا إدراكي لحجم مشاعره ... ولكن لا يهم ... تكفي تلك الفرحة المرتسمة على وجهه ... حقاً تسعدني فرحته ... فأنا أشعر كأنني والدته !
أمٌ فخورة دوماً به .