,

شذرات ملكيّة ’’3’’




في وسط إجتماع الناس ... نشعر بالغربة الشديدة ... كأننا وحدنا في عالم غريب عجيب ... كأننا منبوذون ولا ظهر لنا ...

في وسط إجتماع الناس ... نختلي بأنفسنا ... نذرف دموعنا ... حزن ألم معاناة شوق ... نذكر وقتها كل ما يهيء الدموع للنزول ...

في وسط إجتماع الناس ... على لحظة نتحسس ... من كل كلمة ... نظرة ... همسة ... و كأنهم يريدون التنكيل بنا ...

في وسط إجتماع الناس ... نتمنى أحد ... أي أحد ... يحضننا ... ينتشلنا من ذلك المكان المظلم ... القاسي والمتعب ...

ذلك المكان الذي وضعنا به بسبب ذكرياتنا ... وماضٍ متغلغل حتى الأعماق فينا ... يعشق الظهور ومباغتة شعور الفرح فينا ...

فقط ليهمس أو تهمس لنا ... بأنه أو أنها تحبنا ... ويكون أو تكون صادقة تجاهنا ... لا أكثر ... ولا أقل !!

-----

 
كلما رأيتهم يتكلمون ... عنهم أو عنهن  ... أموراً تخرق قلبي و تشعرني بالألم ... أقرأ لهم المعوذات الأربع ... خوفي من أذى مني بغير قصد ...

فأنا في النهاية سأصبح سعيدة ... بل أنا أملك كل مقومات السعادة ... قد تأتيني مثل هذه اللحظات ... قد لا أملك مثلهم تلك الأمور ... ولكنني سعيدة ...

أملك الكثيـــــر ... أموراً يحسدني عليها الغير أمامي حتى ... يجب أن أرضى ... ان أقنع ... أن تقل لحظات الحزن هذه ...

في كل الأحوال ... أنا سأكون أفضل الجميع ... وسيرى الجميع ... وستكاد تنعدم هذه اللحظات ...

الله عز وجل لطيف بعباده و سميع و بصير ... وهو لن يخيّب شخص بنى كل حياته على الثقة به رغم عصيانه له ... أليس كذلك ؟

-----

إن الحروف تموت حين تقال ...

فكيف بي أن أقول مقال ...

يؤلمك إلى حد القتال ...

يجعلك تفكرين بي ...

كأنني عدو غربي ...

ولست بك معني ...

هيهات فأنتِ قلبي ...

كيف تظنين بي الظنون؟

و تظلميني حد الجنون ...

و تقولين لا تهتمين ...

أتعرفين كم تجرحين...

أكره العالم الخارجي ...

أكره كوني ضعيفة ...

وكأني في حزني سعيدة ...

تصرين على جرحي ...

وعلى الإبرة بالسم وخزي ...

أهذا سيحل الأمور ...

تلاشت الحلول ...

و أصبح الجرح هو الشطارة ...

ومن يسبق له الصدارة ...

كفاكِ صدقاً أنا مريضة...

و جسدي بالسم فقد ريعه ...

تعلمي كيف تعبرين ...

فالغيرة تقتل المحبين ...

أرجوكِ فقد فقدت الدربين...

و أصبحت مجرد طفلة جريحة ...

مرمية بالجنون تائهة حزينة ...

و لستِ أنتِ أيضاً سعيدة ...

ألا تفهمين ؟

-----
 
ويقولون ما بالكِ صامتة ... وما بال كبريائك لا يتكلم ... المشكلة ليست بي ... هم لا يتواجدون ... عندما أريد أن أصرخ بجنون !

-----

عندما أطلب الجلوس بمحاذاة النافذة ... ليس لحفظ الطريق ... بل لإضلال الناس بحجة الطريق ... وقتها أملك أجمل الأوقات ... في عالمي الخاص ... وفي جنون الأفكار ... حيث تضيع  الأسماء ... و يبقى مشهد بديع ... فيه لكل مشهد ... حدث سريع ... كسرعة دوران الورقة ... في قلب إعصار بطيء !...

-----



إن كنت تريد معرفة أخلاق أناس تريد التقرب منهم ... إنظر إلى أطفالهم ... فالأنانية و السعي وراء المصلحة ... التقلب و الكذب ... النقل الغير سليم - المتكرر - للأحداث ... و الكلام الغير أخلاقي ... كل هذا و أكثر مقتبس من الكبار ... بل نسخة أكثر وضوح و صفاء و نقاء عنهم ... لا تقل لا و مستحيل ... أعطيك سر واقعي يتيح لك التعرف على الجميع بكل تفصيل !




-----

عندما تراهم ينادوك بأحب الأسماء لديك عن حضور الضيوف ... عندما تراهم ينادوك بأحب الأسماء لديك عند حاجتهم ... إعلم أنه يجب أن تغير مكانة هذا الإسم !

-----


,

شذرات ملكيّة ’’2’’ -- أبيض وأسود







ربما لا توجد غيري تحلم بفستان زفافٍ أسود ... و بعريس يلبس الأبيض !

أؤمن بجمال و سحر و جاذبية الأسود على المرأة ... و بنقاء الأبيض - الكاذب - وفتنته على الرجل ...

---

وتخلصنا من الأريكة القديمة !


   لم أكن أتخيل أبداً أنني سأشتاق لها !


 كانت ملقاة بإهمال في الممر القابع خلف المنزل ... كانت قديمة ورثّة ... وملأى بالأتربة ... لم يعرها أحدٌ ما إهتمام ... ولا أحد ! ...

ولكنها لم تشتكِ لي أبداً ... ولا لأي مخلوق ... حتى إنني لأظن بأنها لم تتذمر للأرضية ولا للجدران ... كانت واقفة بإعتزاز وشموخ ... مما يجعلني أجزم بأنها من المحال أن تكون مصنوعة إلّا يدوياً ... لتُظهر من صاحبها ما خبأه القدر بين صفحات شخصيته ... يغطيها شرشف أخضر مطرز بحبّات المطر ... و وريقات الشجر ... وتلك الفراولة التي إنتبهت لها مرّة صدفة ولم أعرف ما الذي أتى بها للحن الخيوط ... ربما أتت لتُحدث فرقاً باللحن ... أو لكي تذكرني بأنه ما زالت الحياة ... وهم !

كنتُ كلما أحسستُ بالضيق أو بالهم أو بالحزن أو حتى بحاجة إلى وقت لنفسي فقط ... لمراجعتها أو محاسبتها أو حتى للإبتعاد عنها أذهب لها ... أجلس بكسل أو تكاسل على حسب حالتي المزاجية حينها ... وأبدأ بتأمل الحديقة المؤلفة مِن شجرتين أحاول دوماً الإهتمام بهما ... هما وحدهما اللّتان صمدتا في التربة الصعبة لحديقتنا ... لم يكن أحد يهتم بهذا المكان ... كان خاصّاً لي ... وبعيداً عن الجميع ... أخواتي الخمس اللاتي يزعجنني دوماً ... لم يكن هناك أحد يفهم ... ولا أنا نفسي ... لما أرتاح بعد مكوثي هناك بقليل ... أنسى نفسي ... وينسوني ...

كنتُ دوماً أعتبرها منطقة مقدسة ... مع إنني لم أهتم بنظافتها أبداً ... ألا يكفيني المساعدة في أعمال المنزل الكثيرة ... ولأعترف ... لا أحب الأعمال المنزلية أصلاً ... أحياناً كانت تنزل الطيور خصيصاً لي ... تغني لي و ترقص ... تتطاير فرحاً بي ... مما يجعلني أُفرغ موجات حزني بدموع حارّة تكاد تحفر وجهي ... بعدها أبتسم مجاملة لمحاولاتها الجادة ... وبالنهاية أستسلم لضحكة من الأعماق ... وإبتسامة تجعلها تتنافس اكثر على إسعادي أكثر ... وهي مدركة بأنها نجحت سلفاً ...

ذات يوم إقترحت ريّانة -أختي الكبرى- هدم ذاك الجدار و إعادة ترميم الغرفة ... أو بناء غرفة جديدة تناسبنا نحن البنات ... فحتى لو تزوجت فنحن –حسب إدعائها –لا ينبغي أن نشعر مثلما شعرت ... لحد الان لا أعرف بما كانت تشعر ... ولا أظن أني سأعلم فهي لم تكن الأقرب لي يوماً رغم عشقي لها ... كنا نبرع بالمنافسة ونُبدع ولم ننجح عندما نتنازل و نثرثر ! ... ولكننا جميعنا رحبنا بالفكرة ... أخيراً ستصبح لي غرفة في المنزل ... أبقى بها وحدي بلا أي مزعج أو متسلل !

بدأوا بإزالة الجدران لإعادة التصميم ... أخلوا المنطقة و رموا الأريكة و قطعوا الشجرتين ... بالنهاية بُنيت الغرفة التي لم أهنأ أبداً بها لأني تشاركتها مع ريّانة لأننا الأكبر ! ...

بينما كنتُ أرتب الفوضى وجدتُ شرشف الأريكة ... وأكتشفت بأن تلك البقعة لم تكن فراولة ... بل أثر رمانة أكلتها ذات يوم على تلك الأريكة ... تمنيت بأن الشرشف بقي على الأريكة ... ولم أكتشف سرّ الفراولة الذي كنتُ أبقى ساعات أفكر به ... وددتُ لو لم يهدم ذاك الحائط ولم تقطع الشجرتان ... ويا ليتني ... يا ليتني ... أبقيتُ على الأريكة ... يكفيني منها الذكريات !

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair