, ,

حقيقة مخفيّة

في لحظات معينة في الحياة نشعر بالوحدة ..

نكون مشغولين جداً بمصارعة آلامنا ومحاولة التغلب عليها، فلا نرى كلَّ تلك القلوب الموجهة صوبنا ..

تنظر إلينا برفق، بحنو، بطيبة، وحنان ..

تحاول كلّ جهدها مساعدتنا دون إدراكنا ..

نشعر بأنّ الكون كلّه ضدّنا ..

ولو كنّا نستطيع الطيران، وقراءة الأذهان، لما استطعنا تجاهل كلّ تلكَ الدعوات الموجهة لنا في جوف الليل وأبكار النهار، أناس لم نعد نذكرهم، وآخرين لا نعرفهم، والبعض فرّقت بيننا الليالي والأيام، ومِنهم من افترقنا بسببٍ مقنعٍ عنهم، ولكنّهم لم ينسونا كما توقعنا، أو حتّى نسينا ..

قد نصدم بدمعة هاربة على وجنة شخص لا نعرفه بالشكل ولا بالإسم سمع إقصوصةً عنّا، ومِن كلّ قلبه بات كلّما تذكرها دعا لنا ..

أرواح تبحث عن أخبارنا بهدوءٍ ومن دونِ ضجّة، مشغولين في صخبِ الدنيا يروننا في المنام، يتذكروننا مستغربين ويشرعون بالدعاء، وما رأونا إلّا لحاجتنا لدعوة صادقة بظهر الغيب ..

نحن لسنا وحدنا، ولن نكون وحدنا، هناك دوماً من يتمنّى لنا كلّ الخير، ومن يفرح لبلوغنا أيّ خير ..

حقيقة إن أدركناها وقت تعاستنا سيَنزاح عنّا الكثير مِن الهموم .. والجبال الراسيات فوق أكتافنا ستزول، والجليد الذي يجمّد أطرافنا سيذوب، وأوراق الأسى ستبدأ بالذبول ..

, ,

الأصعب ..

قد تكون أصعب خطوة في حياتنا هي مواجهة الحقائق التي كبرنا ونحن نظنّها خزعبلات ..

قد يكون أصعب عمل في حياتنا هو تصديق تلك الحقائق بعيداً عن العالم الجميل الذي بنيناه ..

التعايش مع الواقع القبيح ليس بذاك الصعوبة، لكن إن كنت قد كبرتُ مُدركاً أنه كان جميلاً، والآن يجب عليك أن تعيد ترتيب كلّ ذكرياتِكَ وحساباتِكَ، هنا تكمُنُ الصعوبة ويكمُن التحدي .. وهنا تستطيع إثبات قوّتِك أو نفيها ..

, ,

ذِكرى الغد

ستكونين ذكريات ..
وسيغدو مرّكِ أحلام .. ذهبت ولن تعود ..

ستذهبين ..
وسأسعد بذهابك .. وسيحمد القلب ربّاً أخرجك من حواضر أيّامي ..

ستختفين ..
لن تعودي موجودة لتهزأي بي .. لن يتذكركِ البشر حتّى .. لأنّي سأنفيكِ بل سأمحيكِ .. كلا كلا .. سأحرقكِ ..
وسأحيل رمادكِ سماداً لزرعي .. سأجعلهُ في مزعتي وسأنتج أجمل الثمار والأزهار .. سأحولكِ لشيءٍ جميل، وأصيّركِ لواقعاً آخر ..

ستندمين ..
سترين كيف استطعتُ العيش بعد الألم، ستعرفين كيف أنّكِ لم تستطيعي كسري ولا ثنيِي ..
ستعلمين مقدار ضعفكِ مقابل عزمي .. لا لشيءٍ بل لأن حسبي ربّي ..

سأراكِ يوماً تسألين .. ماذا فعلتِ بي؟
لأجيبكِ بأني حوّلتكِ مادّة خصبة لشخصيّات رواياتي، فلقد اعتدتُ تدوير كل شيءٍ لا يعجبني .. لإثراء الجميع .. مما بالنهاية يعود ليسعدني

سترحلين ..
ولكن سأتعلمُ منكِ الكثير .. سأفهمُ الكثير .. ستزيدُ سنيني أعواماَ .. مما يزيد فهمي .. ويعجّل نضوجي ..

تمنيتُ دوماً وأتمنى، أن تأتي سعادتي في النهاية، أن أحصد الشهد .. وأستنشق العبير ..
لهذا فأنتِ مجرّد علبة مكياج رديئة، استخدمتُكِ مُكرهة، وكنتُ مخطِئة، ولكنّني سأحصل على علبة جديدة، ستكون من أفضلِ ماركة .. أكبر .. وأجمل .. وأشمل ..

ولن يتذكّر أحدٌ يوماً استعمالي لكِ إلّا متندّراً ..  وسأضحك يومها مع الزمن .. فلن أجعل في قلبي مكاناً للألم .. وأنتِ ستكونين في مزبلة التاريخ .. علبة لا قيمة لها .. ولن يفكّر بها أحد

, ,

ما أنت؟

أكان كابوساً أم بشرى ؟

أكان ما أخشى أم ما أتمنى ؟

أفضل ما حصل في الأمرِ كلّه .. استطاعتي النهوض من جديد، والتفكير بطريقة جديدة للعيش ..

مما جعلني ابتسم بألم .. بعدما استيقظت .. على الأقل .. ابتسمت


**********


, , , ,

طبطبة الهيّة 2

وكيف لي أن أنام وأترك هذا الكلام حبيس قلبي ؟

أن أتحول لفتاة مبتسمة بعد أقل من ساعة من نوبة دموع وبكاء أمراً غير اعتيادي .. وخصوصاً عندما يكون في الموضوع طبطبة الهية ..

كنت أظن بأنّ ماقمتُ به خاطئ .. كنت أتوقع بأن الخطأ قد ركبني .. بأن ما كان في نيتي فعله هو عكس ما أوصلته تماماً .. 

بالاضافة إلى تلك الإختبارات التي نتلقاها .. غير مراعية عمرنا ولا قوّتنا .. بل هي فقط تعرف بأننا قادرون على النجاح بها وبامتياز إن أردنا .. فتأتينا على حسب إيماننا .. وعلى حسب تقدير الله عزّ وجل لمقدرتنا الخاصّة جداً ..

بكيت متألمة .. هي تلك الحالة التي لا نستطيع فيها الابتسامة للمرآة .. أردتُ مخرج، أو حتّى أحداً أشكي إليه وأرتاح .. أردتُ سنداً يبدد مخاوفي وآلامي .. فارس أحلام .. ولم يسمّى بهذا الإسم إلّا لأنه لا يوجد إلّا بالأحلام !

قلت وقتها ووعدتُ نفسي بأن الغد أجمل، سأسعد وسأفرح وستصبح كل هذه المتاعب ذكريات .. بل قد تختفي برحمة ربي من ذاكرتي حتّى ^_^

وهكذا قررّ الله عزّ وجل أن يعلمني بأنني لستُ مخطِئة .. بأنه يقدّر الظروف التي منعتني مِن إيفاء وعدٍ وعدته، بأنّ ما فعلته هو حقاً لهُ أثر .. وما أجمل تلك الطبطبة التي تأتي من مجهول "تماماً" في وقتٍ تحتاجها فيه ..

كلمات بسيطة .. لم يقصد صاحبها الا استفسار بسيط عمّا كدتُ أظن قبل قليل أنّ كتابتي إيّاه مجرد نثر بلا فائدة  وكلام لم يوصل المرجو أبداً .. رددت عليه بأمل بسيط وبخوف من تكرار ما حدث "في المرّة السابقة" .. ففاجأني بردّ فعلٍ توقعته يحدث "في المرّة السابقة" .. ضحكت ..

ما توقعته أتاني .. ولكن كالعادة .. بعد حين !

وهكذا .. تأكدت .. كم أنا فخورة وسعيدة لأن الله عز وجل إختارني لأن أكون من بني البشر، لأن أكون عبدةً له ..

كم أنا مباركة ليكون هو ربي .. وكم هو رائع ليسعدني عند حاجتي .. 

سأبقى أحسن الظنّ بكَ ربّي .. وأنا متيقنة بأنك ستفعل لي أفضل مما أظن .. 

أنا الآن أبكي .. ولكن من السعادة .. ومن الفرحة بأن هناك حقاً من يسمعني .. من يخفف عنّي .. 

من يشعر بي .. ومن قرّر أن يستجيب لدعائي ..

شكراً لكَ ربي .. إرضَ عنّي

************************************************************

على الهامش :
ستبقين الأغلى والأقرب لي .. أعلم بأنّكِ غاضبة منّي وأستحق غضبك .. ولكنّكِ العزيزة ولا عزيز بمنزلتكِ .. يوماً ما سيذهب النزاع، أنا واثقة ! .. وسنعود للضحكِ والابتسام .. وسأريك يومها هذا الكلام، وأقول لكِ عزيزتي، أنتِ صديقتي المقرّبة دوماً بلا جدال !

, ,

طبطبة الهية

تلك (الطبطبات) التي تأتينا على حين غرّة، عندما يكاد الحزن أن يستحكم فينا، عندما يبدأ القلب بوقف أفراحه، عندما تعلن الروح لا استغراب ولا تفاؤل ولا تشاؤم، فتغرق ببحر الرتابة ..

بعد آخر محاولات لالتقرب من الاله، قررت أن تبدأ بتخصيص ورد يومي من القرآن،  " ستتحسن الأمور" قالتها بصوتٍ عالٍ لإقناع نفسها، قرأت قبل أيّام عمّن توّلاها الرب وسهّل وحلّ كل قضاياها المتشابكة والتي لم تبدو لها وقتها أن يوجد حلٍّ لها، ستقرأ القرآن وكفى ..

خصصت ورداً يومياً بمقدار نصف حزبٍ، كان اليوم هو ثاني يوم للورد، قرأت ثاني ربع حزب قبل النوم وأخذها سلطان النوم .. لتفيق من النوم ويبدأ لسانها باللهج " الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا" .. لم تتوقف عن هذا القول حتى عادت للنوم ثانيةً ..

في الصباح فكّرت .. لم يكن لمنامها معنى، بل عبارة عن مشاهدٍ متداخلة، فيها رحلة مدرسية لبلدٍ آخر، هي في الحقيقة تودُّ زيارته، وفيها يتيمة أو أكثر، وفيها منع من ولي الأمر، وتمزيق تلك الورقة التي يجب توقيعها، فيها معاناة وحزن وألم حين طارت القصاصات في الشارع ، فيها نظرة مخنوقة للسماء .. 

استيقظت  وهي مازالت مابين عالم الواقع والأحلام ، حزينة على هذه اليتيمة، متألمة عليها، شاكرة ربها عدم كونها مكانها، على النعمة العظيمة التي تمتلكها، فأكملت الحمد حتى غفت، لتعود ثاني يوم بطاقةٍ أعلى، وأملٍ بدأ بالنمو من نصفِ حزب .. كان هذا هو آخر سلاحٍ لها ..

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا

,

ثلاث مواقف، مِن رحم الحياة، تستحق التأمل

مضت فترة طويلة منذ آخر تدوينة لي .. لم أستطع خلالها إيجاد أي كلمة لأكتب عنها، فعدتُ لكم بجريدة :)

كم الحياة غريبة وواضحة إن رأيناها من منظورٍ آخر، ولكن يأتي التعجب إن كانت تعمل بنفس المنظومة معنا ... يأتي هنا سؤال يحيرني ... أنحن ظالمون لهذه الدرجة؟ أم نحن مجرد مظلومين ؟ أم إن الأمر لا يتعدى حلقة مفرغة يجب علينا الهروب بأسرع وقت كي لا نصبح جزءاً منها، أو بالأصح كي لا نصبح الجزء الظالم منها، لأنها قاتمة جداً ..

ينتابني سؤال آخر، ياترى، في أي مرحلة من مراحل هذه الحلقة أنا فيها الآن، وهل سأستطيع النفاذ بجلدي كل لا أصبح جلّادة أم إنني سأكون كالآخرين تماماً؟ وهذا ما أرفضه جملة وتفصيلاً وأسعى بكل كياني إلى الخروج عنه، أدعو الله عز وجل التوفيق والسداد ..


لن أطيل بالكلام، سأذكر لكم أمثلة مازلتُ مستغربة منها أشد الإستغراب .. طبعاً الأمثلة لم تحدث معي بالضرورة، فمجرّد سماعنا قصة من صديق أو رؤيتنا لموقفٍ في الطريق، أو ملاحظتنا لتصرف جار في الجوار تكفي لنلاحظ عمق الحياة وتشعبها، عمقها يدعو للتأمل وبصراحة يخيف، وتشعبها غريب سبحان بارِئها ...

1) في العراق، يتم تحديد تكلفة خطوط الكهرباء في المولدات عن طريق عدد الامبيرات، ويكون التحديد من الدولة، في إحدى مناطق العراق حصل الآتي:

كالعادة في الصيف وفي الشتاء قد يختلف سعر الامبيرات لاختلاف ساعات الكهرباء الممنوحة، وهناك شخص مسؤول عن الكهرباء إن تقطع يتم الإتصال به، في إحدى المرات وأثناء إنقطاع الكهرباء ومن أجل دفع مستحقات الشهر الجديد وإرجاعها تمّ الإتصال بالشخص المسؤول ليدور الحوار التالي بين المتصل والمسؤول ..

- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- عفواً أخي الكريم متى تكون في المكتب لندفع لك مبلغ الكهرباء؟
- لكنّي لم أعد أعمل في هذا العمل !
- أتملك رقم الموظف الجديد؟
- كلا
- ولكن لما تركت العمل؟ فأنت ملتزم بمواعيد الكهرباء؟
- لأنهم لا يحبون الإنسان الصادق، لأنني صادق وشريف فصلوني !!
.
.
.

الطريف، الغريب، العجيب، الداعي للتأمل ..


أنه فُصل لأنه كان يطلب مبلغ أكثر من المبلغ الذي يجب أن يطلبه، وكان يضع الباقي في جيبه، دون علم ربّ عمله، ولو قدّم أحداً ما شكوى، فربما -والربما هذه لأننا في العراق- فربما تحدث مشكلة لرب العمل لأنه خالف القوانين التي وضعتها الدولة .. نقطة !


لا أعرف لما الموقف يتردد كثيراً في بالي بصورة غريبة، أتسائل دوماً ماذا يظن بنفسه؟ أهو صريحٌ معها؟ كم أتمنى لو أرى داخله في ذلك الوضع، كم أتمنى أن أعرف طريقة تفكيره وما يحدث معه، لعلّي أفهم، وأستوعب ..

وهذا يذكرني بموقف مشابه:

2) أحد أقارب مرام من أوّل ما قابلته كان يمتدح بنفسه بصورة "زائدة عن الحد أحياناً" كما أخبرتني يوماً ما، لم تعرفه منذ وقتٍ طويل فسبحان خالق المسافات وجاعل الناس يقتربون ويتباعدون حسبما تقتضي الحكمة، ويتعارفون حسبما تقضي الأصول ..

قالت لي بأنه كان يتكلم عن مساعدته لفلان ولفلان ولفلان، كيف انه يعلم ويعلم، وكيف أنه ذو خبرة واسعة ودهاء شاسع، وهو قد لا يكون رغم كل شيء كاذباً تماماً، فلديه الكثير من الحرف المتنوعة التي يتقنها حقيقةً، وكيف أنه لا لأحدٍ من البشر فضلاً عليه ولا أحد وقف معه يوماً، وبأنه يساعد الجميع ..

مرت الأيام والسنين، أخذ قريب مرام مبلغ محترم من أوّل راتبٍ لها، لأنه كان محتاج ولكنه لم يطلبه مباشرة بدأ بالكلام والكلام عن حاجته وبأنه لا يعلم ماذا يفعل فقررت إعارته المبلغ، فاستعاره للأبد .. ولكن لم يقبل لمرام أن تخبر أحداً ما عن ذلك أبداً، كان بكل وقاحة يقف أمامها في الجلسات العائلية ويقول لا لأحدٍ فضلٌ علي أبداً .. وكانت تشعر بأن عينيه تنظران لها بتحدٍّ غريب !

أتسائل، كم لا أحد كان في حياته؟ 

3) موقف قلب تقدري للأمور، ربّما كان له دور كبير في ترسيخ كلمة "العادل" في ذهني، مخيف جداً، ومؤثر جداً، سمعتها من صديقة لإحدى معارفها المتزوجات، لم تذكر لي قط إسمها ..

كانت تتكلم يوماً ما عن دوران الدنيا وهكذا بدأ الحديث، قالت بأنها كانت قبل زواجها تحزن كثيراً من الوعود التي تعطى لها ولغيرها من قبل ذويها ، والتي لم توفّى، كبرت على هذه الوعود، على هذه الكلمات التي لم تتحوّل إلى حقيقة يوماً ما، مرّة بسبب كلمة "الظروف" ومرّة بسبب النسيان ومرّات أخرى بسبب أن صاحب الوعد لم يكن ينتوي تنفيذه ..

كانت تربّى على الإيفاء بالوعد، وعلى حسن التصرف، وهي -حسب شهادة صديقتي- إنسانة حلوة المعشر ولطيفة،

 لم تكن تعطى تلك الإهمية، كثيراً ما تسائلت "الأنني فتاة؟"، أفكارها لم تناقش أو تحمل يوماً ما بجديّة، بل قد تعتبر نوعاً من الهرطقة إن خالفت ذويها، كانت كثيراً ما تخالف بأمور تراها في فكرهم غير منطقية وتناقش لإثباتها بلا فائدة بل وبعدم حسن استماع، بل حتى كانوا يسخرون من تفكيرها أحياناً، ولكن عندما يسمعون نفس الأفكار من شيخ يحبّونه مثلاً، يتبنوها بلا جدال ولا استهجان .. ما كان يجعلها تكره هذا الظلم، لم تحب هذه المعاملة التي تكون من الآباء للإبناء، لم تحب إعتبار الأبناء مجرّد توابع أو أعداء .. 

بعد فترة ومع مرور الأيام وتعاقب الفصول، الذين كانوا لا يوفون بالوعود ولولوا يشتكون، من وعودٍ وعهود ...

كانوا يتكلمون بعصبية عن كيفية وجود إناس بهذه اللامسؤولية، أناس بلا أخلاق ليتصرفوا بهذه التصرفات، كانت نفس المواقف والمشاعر التي عانتها حدثت لهم ولكن بصورة أكبر وربّما أعمق، كيف هناك أناس في هذا العالم يتعهدون بأمور لا ينفذونها وليسوا جادّين بها، كيف وكيف وكيف ...

قالت صديقتي بأنها دمعت عيناها عندما أكملت: "حتّى زوجي، كم أكره هذه الخصلة فيه، لكن لا ادري لما دوماً يمرض عند عدم ايفاء وعوده، مرّة وعدني بأن يأخذني لمكان ما وكنت أنتظر بفارغ الصبر، ذهب اليه ولم يأخذني، ليقع وبالكاد سلم من الموت، وبقي مريض لفترة طويلة بعدها، وكثير من الوعود التي كلما أخلف بوعدٍ معي وحزنت وبكيت، لم أدعِ عليه وحتى عندما أدعي في أقرب فرصة أسحب دعواتي ولكن كلما وعدني وأخلف وأحزن قلبي مرض مرضاً ليس ببسيط، وأنتِ أعلم بأمراضِه !"



لا أعرف لما أشعر بخوف شديد من هذه القصص، طعم المظلومية مر، ولكن كيف بالظلم الذي غالباً لا نشعر بطعمه :( ، لا أريد جرح قلب أي شخص، أصبحتُ خائفة كثيراً من إعطاء الوعود .. كيف ندور نحن بهذه الحلقة المفرغة بدون شعور !!

لا أريد أن أكون يوماً ظالمة، لا كإبنة ولا كأخت ولا كقريبة ولا كغريبة ولا كزوجة ولا كأم والأخيرة هي الأصعب ..

* هل صادفتكم مواقف أثّرت بكم كثيراً أو قصص غيّرت من حياتكم؟ هلّا شاركتموني إيّاها ؟

أتمنى لكم عيداً سعيداً مليئاً برضى الرحمن وتوفيقه .. وزيارة مقبولة مسددة "لي ولكم" لبيت الله عز وجل الحرام ..

,

لا أعرف ما بي!

لا أعرف ما بي !

ابدأ بقراءة كتاب ثم ابدأ بتصيد الأخطاء التي تفسد عليّ متعة القراءة فإما أجبر نفسي على قراءته وغالباً لا أفعل هذا الخيار أو أتركه حزينة لأني لا أقرأ !!

أريد الكتابة وأجبر نفسي فتتوقف يدي في منتصف ما أكتب، عاجزة، لا أفكار !

أريد أن أكتب عن كذا فأقول لأتكلم عن كذا وبالنهاية لا أقول شيئاً !

حزينة، 

العراق

سوريا

مصر

يا رب احفظهم يا أرحم الراحمين، واحفظ جميع بلدان المسلمين ..

خائفة،

على من أحب ومن لا أحب،

قبل عدّة أيام رأيت كابوس عن الحرب، وأنّ هناك سيلاً من القاذفات والصواريخ مع أموراً أخرى، غالباً لم أرى إلّا أفكاري الباطنيّة، عندما استيقظت بقيت أكثر من دقيقة بلا حراك، لم استطع تحريك رجلي رُعباً، أعترف، أخاف الحرب، لا أريد أن تطالني ولا من أحب، ومن أحبهم كثيرين، في بلدان متعددة ومتفرقة، بعضهم أستطيع التواصل معهم وبعضهم لا أستطيع ..
بعضهم في خطر وبعضهم في آمان، والآخرين لا أعرف عنهم أيّ كلام !

فكيف بي أن أحميهم؟ يااا رب احميهم ..

عاجزة،

ما العمل؟

أشعر بالعجز تجاه الكثير من الأمور، وبعضها أنا التي أحرم نفسي منها، أتمنع من بعض التصرفات التي تريحني لأنني ان تصرفتها مع بعضهم قد يسيؤون الفهم، ولستُ أعتزم أيّ تبرير أو سوء فهم، لا أكاد أتحمل !

يااا رب ..

مصدومة، 

كنت أظن أنّ معادلاتي الحياتيّة صحيحة، أنّ ما فعلته وأفعله صحيح،
ولكن كالحروب التي تهدُّنا وهدّتنا، اكتشفت بأنها مجرد هيكل سقط من أول تجربة حقيقيّة،
أظنني في خيبة كبيرة من معتقداتي، ومما غُرس أو غرسته في نفسي ..

التصحيح صعبٌ جداً، ومُتعب، وشاق ..

يااا رب أعنّي

في جوفي الكثير ولكن أصابعي تأبى كتابته، عقلي لا يريد له الخروج للنور، أفكاري تنقطع عند شروعي باخراجها ..

أنا تعبة، جداً،
وحزينة، وخائفة،
ووحيدة ..

كنتُ أعتقد بأن الحياة حين الكبر تسهل، أرى اليوم الحقيقة واقعاً ..

لكن لستُ وحدي، كل الكون اليوم مثلي، 
لا أحب أن أزيد الشحنات السالبة لمن حولي،

أعتذر عليها ..

ولكنني .. ولكننا ..

سننهض، 

متى؟
أين؟
كيف؟
لما؟

لا أعلم، ولكني أتعلم !

ومحتاجة لطاقة كبيرة، شحنة كبيرة جداً،

لأني أشعر بأني منهكة، وقد استهلكت طاقتي كلها ..


يا الله، من لنا سواك؟

يا رب


*****************************************
ملاحظة:/ هذه الفضفضة بدون مراجعة أو تصحيح، أرجو المعذرة

أريد أمل -~16* (النهاية)


في النهاية أتمنى سماع آرائكم وملاحظاتكم عليها ككل ^_^

أترككم مع النهاية

=====================


 أبقيت هذه الصفحتان لأكتب بها نهاية القصة، لم أرد أن أكتب النهاية في دفتر آخر، أردتها في دفتر الصيف السعيد، ذلك الدفتر الذي كان به بدايات كل شيء ..

خلال هذه السنين حدث الكثير، أسلم والداي وأسلمتُ قبلهما، أنا أصلاً أتوقع بأني كنتُ مسلمة منذ ولادتي ..

أتعرف يا دفتري، أظن بأنه لولا ضياعي لما التقيتُ بهما ولما أسلما، مما يزيدني حباً بالله، وبهما ..

خلال مراجعتي للمذكرات وجدتُ بأني لم أذكر سبب التقائي بيسرى، السبب كان أخاها الأكبر!

في اليوم المقرر لالتقائي بأحد العرب وجدتُ فتاة بسني تركض خلف أخاها وتنادي "عزيزي"، كان هذا غير لائق بالنسبة لفتاة في سننا!، ولكن كان لفظها غريباً للكلمة، وقتها قالت لي أمي بأنّي كنتُ ألفظ الكلمة هكذا في صغري عندما كانت تراودني الكوابيس، ذهبتُ لها بدافع الفضول، كنتُ أريد فقط أن اسألها عن مكان نشأتها، فقد بدت لنا غريبة عن هذا المكان، قالت لي بأن أخاها اسمه "هاني" والموضوع هو فقط اختلاف في معنى ولفظ الكلمة بين العربية والانكليزية، وضحكت مُحرجة ..

اليوم عندما أفكر بالقدر الذي جمعنا أستغرب، فحياتي لم تكن عاديّة، أنا نفسي أستغربها، كيف اعتنقتُ ديناً غير ديني بالرغم من صغر سنّي؟
كيف اعتنق والداي هذا الدين؟
كيف استطاعت العائلتان أن تتقاربا لهذه الدرجة؟
أتعرف يا دفتري ما الغريب أيضاً بالموضوع؟
لم تكن عائلة هاني يوماً ما متدينة، لقد بدأوا بالالتزام بعد مقابلاتي لابنتهم، وقد قررت ارتداء الحجاب في نفس الوقت الذي ارتدت فيه يسرى الحجاب، أردت أن أكون مثلها، وكُنا مميزتان ..

الأهم من كل هذا، هاني، هل كان مقدراً لي أن أكون من نصيبه فحدثت كل هذه التحولات في حياتي؟
أم أنه هو الذي كان من نصيبي ليحدث كل هذا؟

غداً سيكون زفافنا، لقد أخرت الكتابة هنا لخوفي من أيّة تقلبات قد تحدث، ولكنّي أريد حقاً اليوم الكتابة، أنا خائفة جداً، وفرحة جداً، فقد أحببته لسنين بسريّة، لم أكن أدرك بأنه كان يملك لي أيّة مشاعر!

مما يريحني قليلاً ويضحكني فكرة مدرستي وبطنها الممتلئة وهي إشبينة لي، كم أنا سعيدة لحملها، الذي هو من أصعب أنواع الحمل كما قالت صديقتها الدكتورة ضاحكة معقبة بأنّ الذي حصل كان نتيجة حتمية لها، يجب أن يشبهها على الأقل إبنها الأول في الحركة والإزعاج ، هما كائنتان من مكان آخر، من دنيا الأحلام، لا يشبهان أغلب شعبنا، أتعرف؟ لم أكن قبلاً أدرك بأن السعادة قد تكون في الألم أحياناً، كلما رأيتها مغمضة عينها بتألم صامت أُفاجأ بشفتاها تبتسمان، لتقول لي بأن الحب أجمل ما في الكون، وبأنها كانت تنتظر طفلاً منذ الثانية من عمرها، هي من أكثر الناس الذين قابلتهم تفاؤلاً في حياتي، سترسم الكثير من الضحكات وخصوصاً بمنظرها غداً، أتمنى أن يكون يوماً جميلاً ..


ما أنا متيقنة منه هو أن كنيسة مريم العذراء كانت الطريق لكل هذه الصدف الجميلة، ألم أذهب لها يوماً ما يائسة بطفولة أبحث عن جامعة هاغورتس؟

أشعر بأني وجدتها، ولكن الجامعة التي وجدتها لم تكن هاغورتس، كانت جامعة الحب، والحب أحد أنواع السحر ايضاً، ولكنه سحرٌ لا يحتاج إلى أي تعويذة ..

رغم كل ما واجهتني في حياتي من صعوبات إلّا انّي أشعر بأن والدتي الحقيقية ووالدي في مكانٍ ما يدعوان لي دوماً، أشعر بأنهما مازالا على قيد الحياة، وإلّا لما هكذا الحياة تبتسم دوماً لي بعد قليلٍ فقط من الألم؟

كم أتمنى لو أجدهما يوماً ما، لأشكرهما ..                       
                                                          على ولادتي


7/9/2025
كامي بروس



النهاية

معاً لحفظ القرآن الكريم

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    نحن مجموعة شابات نود حفظ القرآن ..
    ولصعوبة الانضمام لدار تحفيظ، ولازدحام مواعيد كل منا، ولكون كل منا في بلد مختلف عن الأخرى ..
    ولصعوبة فكرة حفظ القرآن ككل، لكن إن كانت صعبة لهذه الدرجة لما الكثيرات استطعن حفظه؟
    القرآن الكريم نزل على الرسول الأمين محمد صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم في 23 سنة تقريباً ..
    ففكرنا، لما لا نحفظ كل يوم آية أو آيتان فقط لا غير !!
    ونحن في المواصلات، نحن في جلسة قبل النوم، عندما نصلي صلاة الفجر، نحفظ واجب اليوم، آية أو آيتان فقط!
    في 9 سنوات أو أقل سنكون قد حفظنا القرآن الكريم .. المدة طويلة أليس كذلك؟
    ولكننا نؤمن بالقليل الدائم .. 
    عسى الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، لقراءة المزيد عن الفكرة نرجو مشاركتنا الصفحة وطرح تساؤلاتكنّ الكريمة ..
    ملاحظة مهمة: الجروب للنساء والبنات فقط لا غير!




    كم أتمنى مشاركتكم في الحفظ أو حتّى النشر أو الدعاية في مدوناتكم أو صفحاتكم على الفيس بوك، أو دعوة من يهمه الأمر للصفحة ..
    وفقنا الله عزّ وجل جميعاً لكل خير إن شاء الله

أريد أمل -~15*

كل عام وأنتمـ بألف خير رزقنا الله عز وجل التوفيق والسعادة في جميع مجالات حياتنا إن شاء الله

=======================

- ماذا سنسميها؟
- دعنا نسميها مريم
- على إسم أختي؟
- نعم عزيزي، هكذا ستحبها أمك أكثر ..
- الحمد لله الذي رزقني بجميلة وذكية
- ومن هي الجميلة؟
- مريم
- والذكية؟
- مريم مستقبلاً إن شاء الله!
- ماذا!
خرج زوجها يضحك، كان سعيداً جداً، فما اقترحته زوجته كان بالفعل ما يدور في باله، وهو متأكد بأن هذا الفعل بالفعل سيسعد أمه ..

دخلت مريم جديدة للعائلة، أمسكتها وهي ترتجف، كانت حفيدتها تشبه عمّتها بطريقة مثيرة لكل الشبهات، أحبّاها من أصبحا اليوم جدّان ..

- لقد أعادها الله عز وجل، ألم أخبرك بهذا؟
- نعم عزيزتي، لقد عوضنا الله عز وجل بهذه الملاك الصغيرة، لا تبكِ الآن
- لا أعرف كيف استطعتُ يوماً ما أن أفقد الأمل، كيف استطعتُ أن أحزن جداً وأنا أدّعي الإيمان!
- لقد صدمتنا فقط الأخبار وقتها، لقد استغلّ الشيطان لعنه الله ضعفنا، فوسوس لنا، واستجبنا ..
- نعم، هذا ما حدث، لكن اليوم أكاد أعجز عن الشكر، كيف لي أن أشكر ربي على هذه العطيّة؟
- أحسني نصح أمها في تربيتها، فهي لا تملك غيركِ أماً لها
- أعلم بهذا عزيزي، أشعر بأنها إحدى بناتي فِعلاً، لم نخطئ في تزويجها لهاني أبداً، لقد كان القرار السليم بالفعل
- معكِ حق، عندما أراهما سوياً أفرح، أشعر بعظمة ما فعلناه، ماذا لو كنّا انتظرناه حتّى الانتهاء من الجامعة؟
- كان سيملك واحدة على الأرجح في قلبه، فالجامعات كلّها مختلطة، جيدة أو  سيئة لن نعلم، وعندما نعلم سيكون غالباً قد فات الآوان، كيف لشابٍ أن يفني أجمل أيام شبابه في الدراسة فقط؟ لقد كانت لحسن تربيتك الفضل الكبير، فهو يعمل ويدرس واليوم أصبح أباً ..
- بل تربيتنا معاً، أتذكرين كم كانت مسؤولية تربيته صعبة؟
- لا تذكرني بتلك الأيام! الحمد لله الذي هداه ووفقه لكل خير، مازلتُ أستغرب كيف اتجه لصحبة السوء!
- المهم هو أنه كيف استطاع تركهم والافلات من قبضتهم، هنا كانت الصعوبة الفعلية ..
- قد تستغرب كلامي، لكن أظن بأن زيارتنا لريتا يوماً ما كان لها السبب في هذه الرحمة الالهية، بالرغم من أنها كانت قبل كل ما حدث 
- أفكر أحياناً بنفس طريقة تفكيرك، بحجم كم الألم والغل التي تخنقني كلما تذكرت فعلها إلّا أن منظرها في آخر ساعاتها يدعو للخوف من غضب الله، والله الذي لا إله الا هو ما سامحتها إلّا شفقة عليها، فالذي كان بها يجعل الإنسان يوقن بالعدل الإلهي، ويرتعب من قدرة الخالق عز وجل علينا، نحن الذي يظن أغلبنا أن له اليد العليا!
- كان منظر مخيف بالفعل، لم أستوعب وقتها بأن هذه المريضة المستلقية هي نفس الفتاة التي كانت تعمل عندي قبل تسع سنوات، الله يرحمها ويعطها على قدر نيّتها، في النهاية نحن لا نعلم ظروفها التي جعلتها تتجه لهذا الفعل ..
- لا ظرف يبيح للإنسان خيانة الأمانة وسرقة البراءة، لا وضع يحِل للإنسان عض اليد التي تطعمه، حتى الكلاب تستعف عن هكذا فعل!
- اهدأ يا عزيزي، أعرف ما تقول ورأيي كرأيِك ولكن أحاول أن أزرع في قلبي التسامح والرحمة كلما استطعت، لقد رزقنا الله عزّ وجل الصبر حتى نرى تعويضه، ورزقنا العمر حتى نرى قدرة الله عزّ وجل بها، أمّا هي فقد ابتلت بالايدز الحمد لله الذي عافانا منه، ولكنها امتلكت التوبة، وحاولت التكفير عن ذنوبها، كما بدا لنا، أتذكر؟
- نعم، أذكر، رحمها الله عزّ وجل إن أعتبرها الله عز وجل من المسلمين والمسلمات ..
- آمين يا رب العالمين. لا أكاد أقوى على انتظار خروج مريم من المشفى!
- بصراحة ولا أنا، لنرتاح قليلاً الآن لنزورها غداً صباحاً إن شاء الله ونتناول طعام الإفطار مع أمها رجاء ..
- فكرة جميلة ..

,

كيف يسلم غير المسلمين؟ أرجو الإطلاع للأهميّة!

ليس من عادتي نقل المقالات، ولا الكلمات، لكن اليوم أكسر حاجز العادة لأوصل رسالة أتمنى منّا نحن استيعابها ..

فبغض النظر عن آرائها، وبغض النظر عن ديانتها، أليست فِعلاً هذه هي صورتنا في أذهان الكثيرين من غير المسلمين؟
بل وحتّى من المسلمين؟ ..

وأود سؤال المثقفين، وأهل الدين، ما العمل لتحسين صورة المسلمين؟
ولما أصبحنا كالقطيع، متناسين أغلب أحاديث الدين، التي ما معناها إن المسلمون إخوة، والمسلم من سلم الناس من لسانه وأفعاله، والمسلم من يشهد بأن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله، ورسالة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. أين موقع هذه الأحاديث منّا؟ .. أم إننا أصبحنا من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، نؤمن بالتي فقط  تتماشى مع أهوائنا و نحرّف ما لا يعجبنا أو حتى نتناساه، أو نحذفه مع شرط عدم الإرجاع؟؟

أترككم مع المقال، وأتمنى سماع آرائكم:
"كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الاسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون ان غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من اخلاقه ودخل الاسلام... عندما قرأتها فهمت أن تصرفات واخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للاعجاب بالاسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي: يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!؟

أرجو أن لا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الاسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاثة نقاط:

((أولاً))- المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر "كافر" ويحلل قتله.. فلو أردت - كيهودية- دخول الاسلام فهل أدخله من باب "السنة" أم "الشيعة" أم المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلي أنصار مذاهب الاسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الاسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلام مقدس للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة كلها سيعذبهم الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة...!! 
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الاسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول الى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله!؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.

((ثانياً))- المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين. 
قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!! 
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبة لدخول الاسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الاسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.

((ثالثاً))- عندما النبي محمد دعى الناس للاسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعوه الناس. لكن اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟ 
لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي. بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الي يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الاسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الانسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))! 

لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الاسلامي وصل الى هذا الحال رغم انه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين الى المسلم بريبة وخوف!!؟"


سؤال أخير، 
منذ متى والقتل محلل لغير المسلمين، حتى نبدأ بقتل المسلمين؟
نحن الذين لا نعمل بأوامر الله عز وجل وحدوده، نحن الذين لا نقطع يد السارق ولا نجلد الزانية والزاني، نحن الذين لا نمنع الربا، ونتفنن في رشوة للمرتشي، نحن الذي نفضّل جنس على آخر، نحن الذين أصحبت ملابس مسلماتنا تعني أموراً كثيرة إلّا الستر، نحن الذي أصبحت تصرفات مسلمينا تعني معاني جمّة إلّا غض البصر، نحن الذين أصبح السبّ واللعن والشتم والسخرية من آداب كلامنا مع محبّينا ومبغضينا، نحن الذين نكره الكثير من حلال الله، ونعشق الكثير من حرامه ..

أبشركم ...أصبحنا اليوم نحلل قتل المسلمين، لأنهم -حسب زعمنا- يدينون بغير دين ..

منذ متى وكنّا نحن على النفوس حاكمين، وببواطن النيّات عالمين، والله عزّ وجل جعل أعمال جميع خلقه مرهونة بنيّاتهم، وجعل أماناً لكل من يقول أشهد بأن الله عز وجل ربي لا رب غيره، وأشهد بأن محمد رسول ربي لا نبي بعده؟

بعظمة هذا الشهر الكريم، ربّي، أنر بصائِرنا، وثبّتنا على دينك، وارحمنا برحمتك يا كريم

أريد أمل -~14*

ملاحظة1*/: كل عام وأنتم بألفِ خير بمناسبة هذا الشهر الكريم أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والبركة وباستجابة الدعاء، وفقنا الله عز وجل وإيّاكم لكل ما يحب هو ويرضى


ملاحظة2*/: أعتذر عن عدم الرد مؤخراً على التعليقات، سأقوم بالرد عليها في هذين اليومين بإذن الله عزّ وجل
- - -- -- -- -- - -

 دفتري العزيز، ما هي الصدفة التي جعلتني أجدك هنا من بين كل الأماكن، واليوم من بين كلّ الايام ..
 بصراحة، كدتُ أنسى وجودك في خضم الأحداث التي حدثت لي!

 السنة الماضية حدثت لي الكثير من الأمور، اكتشفتُ فيها الكثير من الأشياء، أتتخيل بأنّي لستُ فعلاً ابنة أمي وأبي؟
 لم أظن هذا حتّى أنا، فالجميع هنا يجمع على أنّ شكلي يشبه أمي الى حد التطابق، لكن هذه مجرد مصادفة، تصوّر!

أمي وأبي الحقيقيّان لا أعرف من هما، ولا أعرف أيّ معلومة عنهما، بصراحة لا أتذكر أي شيء عن الماضي، ولا أنوي إجبار نفسي على التذكر!

لقد تعرفت على يسرى، لا يمكنك أن تتخيل كم هي فتاة لطيفة، قابلتها صدفة منذ سنة في المشفى وهي تتعافى من مرض السرطان، سلّمت علي بودٍّ واستحياء يومها، وبدأنا الكلام، ولحد اليوم لم نتوقف، بالمناسبة لقد شفيت منذ شهرين، الحمد لله.

أمي سعيدة جداً بعلاقتنا، أتعرف بأن والداي هما أفضل والدان في الوجود، لقد رحّبا بدراستي للإسلام، كنتُ أخشى من أن يكون والداي الحقيقيّان ارهابيّان، أنت تعرف مدى التصاق هذه الصفة بالمسلمين، أخبرت ماما فوافقت، بل أرادت هي أيضاً أن تعرف عنه، قالت لي بأنها تريد الاطلاع على كل شيءٍ ممكن من طفولتي، أنا أحبها كثيراً ..

أعطتني بعدها يسرى قرآناً مترجماً مع تفسيره، كان مشروعي للصيف الماضي مع والدتي، سرعان ما شاركنا به أبي، كنّا نقضي الأمسيات نفك الرموز الغريبة، ولكنه كان يشعرني بالسكينة، ماما اعترفت لي بهذا أيضاً، هذا الدين يحرّم الخنزير والويسكي، صدمت من هذه المعلومة، بصراحة أنا لا أحب رائحة الويسكي أبداً، وكذلك بابا، مقرفة جداً!
لهذا نحن لا نملك أيّ زجاجة منه في المنزل.

 لقد أحببتُ هذا القرآن، قررتُ أخيراً قبل شهرين أن أرتدي الحجاب، كان هذا في بداية العطلة الصيفية لهذا العام، أتعرف يا دفتري بأنني عندما لبست الحجاب بدوت جميلة جداً، لقد أبرز لون عيني أكثر، ولكن شكلي كان غريباً، أحببتُ الغرابة التي فيه ..

 قالت لي يسرى الاسبوع الماضي بأن شهر رمضان على الأبواب، صيامهم يختلف عنّ صيامنا، أصعب، ولكنّي أردتُ التجربة، أن أكون فتاة مسلمة ولو قليلاً، اقترحت الفكرة على أمي فوافقت، فصيامهم يشبه الحمية الغذائية أيضاً، وبابا في الفترة الأخيرة يعاني الكثير من انتفاخات المعدة، أنا أكيدة بأنه سيكون أحسن بعد رمضان، ماما ستجرب أيضاً ولكنهما لن يمتنعا عن شرب الماء، بالمناسبة أمي وأم يسرى صديقتين وهذا ما يسعدني، قررتا أن يكون الفطور متناوب، كل يوم في منزل أحدنا ..

 إني أتحسن في دروس اللغة العربية يوماً بعد يوم، في القراءة والكتابة أصبحتُ جيدة، أستطيع تمييز الأحرف وأعرف كيفيّة كتابتها، حروفي المفضلة هي التي لا تتغير حتى لو تغير موقعها في الكلمة، لكنّي مازلتُ أواجه صعوبة في الفهم لكثرة كلمات هذه اللغة، أستاذ اللغة العربية أخبرني البارحة بأنّي سأتقنها عن قريب، يكفي دراستي لها واستطاعتي لفظ الأحرف العربية ببراعة وفهمي لأغلب الكلمات حتى التي أصادفها أحياناً لأول مرة، لم أخبره بسرّي طبعاً، فلقد اتفقنا على أن نبقي الأمر سراً، فقط عائلة يسرى تعرف بالأمر كله ..

 أظن بأني أحب هذا الإسلام، معرفتي بأن القديسة ماري إنسانة مثلنا وبأنّ الفضل والمقام العظيم الذي لها كان فقط لأنها أخلصت العبادة لله عز وجل تذهلني، وبأن عيسى عليه السلام مجرد نبي، وقد كان قبله الكثير من الأنبياء الجيدين مثله، بأنه مثلنا ولكنه لصدقه وحبه للخير تأذى وحورب، هذه المعرفة تعجبني، لأنه يذكرني ببعض من في المدرسة، الذين يتعرضون لشتى أنواع الاحتقار والأذى لأنهم جيّدون، فماري مثلاً ما زالت تُضرب في الاسبوع مرتين على الأقل لأنها تساعد المكفوفين، ولأن والدتها مكفوفة، وكأن هذا عيب!
هي طيبة جداً لكن لا أحد يقترب منها خوفاً من أن يُضرب من شلة روبرت، وأيضا داروِن، الفتى اللطيف، يتعرض للاحتقار والاهانة ولكن لا أحد يضربه لأنه يملك جسداً قوياً ويمكنه إيذائهم، ذنبه الوحيد هو أنّ والده قس علّمه على الأدب وحسن الخلق، فقد رفض تقبيل روز صديقة روبرت عندما قامت بإغوائه، فقامت بتلفيق الاشاعات الكاذبة عليه، إشاعات لا يمكن أن يصدقها أي انسان، ولكن روبرت الغبي صدقها فبدأ باستهدافه هو وشلته الغبية ..

 هذه السنة أصبحت أنا ويسرى من شلة المنبوذين، أنا كنت وحيدة قبلها فليس وكأن الأمر يشكل فارق لي، بل هذه السنة بصراحة أصبحت أكثر سعادة، فقد أصبحت لي صديقة!
لا أريد مفارقتها أبداً، فنحن لدينا الكثير من الأمور المشتركة والتي نحب القيام بها سوياً ..

دفتري العزيز، سأخبرك بسر لم أخبره قبلاً لأي إنسان، لقد قررت بصراحة ألّا أنزع الحجاب، أظن بأنني سأكون السنة القادمة مستهدفة أكثر، وربما سينعتون يسرى بأبشع الألفاظ، يسرى أيضاً لن تنزع الحجاب، لقد أخبرتني بهذا البارحة، بأنه حتى لو انتهى شهر رمضان لن تقوم بنزع الحجاب أبداً، سيتكلمون بسوءٍ عنّا، وقد يؤذونا، أنا آمل بأنهم لن يضربونا، لكنّي سأكون قوية وسأشجع يسرى، هي خائفة أيضاً، سأخبرها بهذا الخبر بعدما أفاتح عائلتي، بعد شهر رمضان، أتمنى أن يوافقا على قراري ..

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair