, ,

اتهام بلا جواب

هي لم تصمت وقتها بلا سبب .. كان لديها الكثير من الأسباب .. 

هي لم تعتد أن تنافق .. وشعرت بكميّة كبيرة من النفاق ..

هي حزنت من الاتهام لها .. وشعرت بألم يعتصر الفؤاد ..

هي لم تمتلك ما تدافع به عن نفسها .. أحياناً صعب أن نعبر عن المشاعر بكلمات ..

هي كادت أن تبكي بعدها .. لكن لم يكن لبكائها قيمة أو عتاد ..

" نعم قد أحزن أو أعتب .. لوجود خللٍ أو مظلم ..

ولكن أعود فأعذر .. فقلبي اعتاد أن يغفر ..

ولكِ في روحي مأوى .. أحاول أن لا أُظهر ..

فلا يمكن لي أن أكرهكِ .. أو أن أنزعج من شواذٍّ تبدر .. "

هي أرادت أن ترد هكذا .. ولكن الأجواء لم تساعدها ..

لم تستطع التملق وقتها .. والصدمة أعيت فكرها ..

" في هذا الزمن .. هل يجب أن نكون صادقين أم كاذبين ؟ " .. هكذا حدثتها نفسها ..

" بل صامتين " .. أجابتها .

, , ,

متى نتعلم ؟

وهكذا كل يوم يجلب معه معرفة جديدة ..

كلما قلنا "اكتفينا" نرى بأننا لا نكاد نفقه شيئاً بعد ..

عالمنا غريب مليء بالألوان المتناقضة .. ترسم في بقعات صغيرة أجمل اللوحات .. ولكنّها في أغلب المرات تصنع تداخلاتها البشاعة ..

عشوائية وأنانيّة البشر إلى أين ستأخذنا .. الأوزون ثقبنا .. الكره زرعنا .. الحرب حصدنا .. اللون الأحمر أصبح سيّد الألوان .. وأصبح لا يذكرنا الّا بالخذلان ..

إلى متى سننجر ورائهم .. ننخدع بخدعهم القديمة قدم التاريخ .. 

متى نتعلم ؟ .. هل صحيح أننا فِعلاً لن نتعلم ؟ .. وسنضل نجري وراء قائد .. وراء أي قائد يعرف فن الكلام ..

والدراهم المحصودة .. ألا يفهمون أن ثمنها كانت أرواح .. وأنها ستضل لعنة تفتك بهم أينما كان ..

يا رب .. أعطنا الأمل .. وحوّلنا للأفضل .. 

, , ,

وللكلمة وقع ..

منذ فترة قريبة زرت مع والدتي إحدى صديقاتها .. لا أذكر شكلها فلم أرها الا حين كنت أعيش في سوريا .. منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً .. 


بينما نتكلم أعجبني جمالها الهادئ اللطيف البارز .. ذاك الجمال الذي يشع فيه الوجه نوراً وصفاء .. اللهم احفظها وباركها وارض عنها ..


قلت لها لا أتذكرك ابداً، قالت لي ولكنّي رأيتكِ في سوريا .. عندما قلتِ لي " خالة شلون انتي محجّبة وتضعين حمرة؟ ترة الحمرة حرام ! "


أخبرتني بأنها خجلت من أنّ طفلة وجّهت لها هذا النقد ومن يومها حتّى هذا اليوم لم تضع أي حمرة -روج- !!
الطريف بالموضوع هو أنني لا أتذكر اي من هذا، كبرت وفي مراهقتي وفي مراحل من حياتي حدتُ عن كثير من مثالياتي والأسس التي كنت اؤمن بها ايماناً تاماً .. 


ولكنني لا استبعد هذا الحدث لصراحتي الكبيرة وقتها .. لقد أسعدتني كثيراً .. وأدركتُ وقتها حقيقة الكلمة .. وقع الكلمة .. وكيف أن الناس تتأثر وتبني حياتها على كلمة ..


لذا كل فعل وكل كلمة نقولها مهما كنّا صغاراً أو كانت صغيرة لها وقع يتناغم مع وقائع الكون ويغيّرها تماماً .. لنبتعد عن الاستهانة بأنفسنا .. بكلمة طيّبة .. بتشجيع جميل ..


لن يكلفنا هذا شيئاً ولكنه سيغير الكثير ممن حولنا .. وهذا بالفعل ما لمسته في أكثر من موقف .. بعض الناس تنتظر كلمة كي تفعل ما تؤجل فعله منذ زمن طويل .. ما يقويها على محاربة نفسها الامارة بالسوء وشيطانها .. أحياناً .. ما يجعلها أقوى .. أطيب .. وأجمل !

, ,

عن الحب .. وواجباته



أحياناً نفرض على أنفسنا بعض الواجبات التي نشعر بأنها تجعلنا في مساحة أضيق من خرم الأبرة .. يعجزنا التماهل عنها وتأجيلها .. ويجعلنا كالأموات في ثياب الأصحاء .. فور أن نتحدى أنفسنا وهذه الـ"أنا" المجبولة فينا وننجزها نشعر بالراحة .. نشعر كأننا عدنا بالأعوام سنيناً .. كم هي لطيفة تلك الكلمة الطيبة .. كم هي مجانية .. وكم نحتاجها !!

بكلمة طيبة تذوب القلوب المتحجرة .. فما بالك بالتي تألف أرواحنا ويسعدها كلماتنا ؟

هناك في علم الأحجار القديمة معلومة لطيفة .. بعض الأحجار ممكن إعادة لونه الأصلي وبريقه إن كان قد تغيّر تغيّراً بسيطاً بسبب المواد الكيميائية "الغير طبيعية" وغيرها .. ولكن إن مات الحجر .. لن نستطيع إعادة شيء ما أو تعويضه ..

كأن الأشياء كلها في هذه الحياة إذا ماتت لا تعود .. حتى القلوب .. إن ماتت تجاهنا .. وتجاهلنا نداءاتها المستمرة في طلب انعاشها .. لن تعود .. فالحب .. لا يمكن أن يحتكره إنسان .. وكلما مررنا في درب رحلتنا .. وجدنا الجديد من الأرواح .. التي تستحق التقدير وكل الإحترام .. فلنجعل قلوبنا لا تضيع في متاهات الدروب والأيام .. ويعشقها كل من عرفها بكل زمان .. ومكان.


,

أهكذا تعرّف المحبّة ؟


سبحانك ربي .. أهكذا تُعَرّف المحبة؟

أناس يسألون عنّا ويبحثون عنّا، يريدون ودّنا ويحبّونا من دون أي سبب .. من دون أي مصلحة، تفرقنا المسافات والدروب فيبحثون عنّا ويتكلمون معنا، معهم ننسى مرّ السنين والتجاعيد التي تضيفها الأرقام المتزايدة في خانة عمرنا، معهم نشعر ببراءة الطفولة، بتلك الأيام الجميلة السعيدة، التي كان كلّ همّنا فيها إعفاء ونجاح، وكميّة الضحكات والتعليقات التي حصدناها، عندما نراهم نتذكرها، بل نعود لنلبس ثوبها ونعيشها من جديد، نكبر ويكبرون، ولكن عندما نكلمهم تخرج البراءة والعفوية المنعزلة بخوف في الزاوية التي تكاد تكون منسيّة من شخصيّتنا ..

وأناس، نتابعهم بهدوء مرّات، وبصخب مراتٍ أخرى، نسأل عليهم، نتقرّب منهم مراراً بلا فائدة، كلّما تبعناهم هربوا منّا، وكأنهم يخبروننا بأنّ أيامنا ولّت، أصبحنا أقدم من أن نكون بتلك الأهميّة لهم، نتسائل، لم هكذا اقتربوا منّا يوماً ليجعلونا نَحِنُّ لذلك القرب، وتلك العلاقة، وكأنهم نادمون على كل لحظة كانوا بها معنا ..
ربما وجدوا غيرنا، ربما ليسوا مستعدين للكلام اليوم مع شخصِنا، ربما لم نعد كافين لهم، لم تعد مصالحهم تعتمد علينا، لذا لم يضيعون مزيداً من دقائِقهم الثمينة معنا ..
الاحتمالات كثيرة تعصف بعقلنا، نستغرق وقتاً كبيراً في التفكير بها وتحليلها، تأتي فترة يشغلون بها جلّ اهتماماتنا، إلى أن يأتي اليوم الذي نقرر فيه العودة لتلك الحدود التي لم تكن يوماً موجودة، والاكتفاء بتهنِئة متكلفة بالمناسبات وبـ"لايكات" و ابتسامات أحياناً أخرى، نعاني كثيراً لنتعوّد على هذا الوضع الجديد، لم نكن نتخيّل مرتبتنا هكذا، كيف نعدّل من أماكنهم في قلوبنا؟ .. لو فقط علّمونا منذ البداية، لو فقط أعلمونا ..
لم نكن نعرف بأنهم هكذا، وحتّى لو عرفنا لم نكن لنستوعب هذه الحقيقة أو نصدّقها .. ولكن كعادة الحياة لا ترضى بأن نخدع أنفسنا، ولا أن نتوهم ونعيش بأوهامنا وخيالاتنا، فتضعنا أمام الأمر الواقع بكل قسوة وإصرار، وتصر على كشف الناس لنا، تصر على تفهيمنا أنفسنا والآخرين الذين حولنا، وإزالة كل الكذبات التي نجامل بها نفسنا ..

البعد وتقبّل الواقع، نبدأ هذا الطريق أخيراً باختيارنا، قاسي وينهك أرواحنا، نبدو كطفلٍ يبيع حلوى ويمنع نفسه من أكلها، ولكن يعزينا أنّ يوماً ما بعِزّ حاجتهم لنا لن يجدوننا، ولكن هل فِعلاً سنستطيع عدم الوقوف بجانبهم وقتها؟؟

على الأقل سنكون أقوى، سنخلي ما كان دوماً لهم ليأتي الأفضل، الأجدر، من سيقدرنا ويحترم قلوبنا ..

ولن نتعب حينها في أسئلة ووعود غير مجابة، كأنهم الوحيدون الذين يعانون هنا، والوحيدون الذين أذاقتهم الحياة من مرارتها وحديّة حوافها، أو ربّما الوحيدون الذين تذيقهم الحياة اليوم حلاوة وسعادة، حتّى لو أجبناهم يومها سنفعل ذلك بدافع الصدقة، بدافع التكرم والتمنن منّا، حتى لو لم نشعرهم، استقلالنا وعدم حاجتنا لهم سيدعمنا، وسيجعلنا أعلى ..

كم هي غريبة هذه الحياة، كم تحمل في طيّاتها مفاجآة، يا رب لا تعلّق قلوبنا بمن لن تتعلق قلوبهم ومصائرهم معنا .. اللهم آمين.

لمَ القلق؟



ما كان لي مهما ابتعد عني سيغدو بالنهاية عندي وأمسكه بين يدي ..

وما لم يكن لي مهما اقترب منّي وحطّ على دربي سيطير يوماً من بين يدي ..

فلمَ القلق ؟


 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair