,

التفاحة المحرّمة


قال الله عزّ وجل في كتابه العزيز :

"ويَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ ا لشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ "

صدق ربي الرحمن الرحيم

طبعاً القصة معروفة ومكررة مئات بل الاف المرّات ... فقدم تاريخها يكاد أن يصل للمسيح عليه أفضل الصلاة والسلام وربما قبلاً ... 

رغم هذا كلّه هلّا سمحتم لي بكتابة القصّة مرّة أخرى - بإيجاز - ولأنفسكم بمتابعتها معي ؟

,

كيف سمحوا لأنفسهم أن يتغيروا ؟

كيف سمحوا لأنفسهم أن يكبروا ؟

كنت أعرف كل تفاصيل وجوههم ...

أصبحتُ أنظر لصورهم ببلاهة ... 

كم من الأشخاص قد وجدوا ؟

اهٍ يا قلبي وألف اه ... 

هل حتّم عليهم الزمن أن يتمردوا ؟

كم كانوا صغاراً بين يدي ...

كانوا كالطير الغنّاج فما أصبحوا؟ 

أأُسارى لأسوار الشباب المتهادى ؟

أم ماعزاً ، دعوى التحرير قد تبِعوا ؟

ما زالوا بفكري مراراً ...


كيف سمحوا لأنفسهم أن يتغيروا ؟

وتقرر الزواج

 عاش تقريباً بدون أب ولا أم ...

ربّاه الزمن ... نحتته الرياح ... و قسّاه البشر ...

هو تزوج وزوجته لا تحبه فلم يسكنه معه ... وهي تزوجت وارتأت بأنه من غير المناسب أن يبقى في حياتها ...

فعاش معهم ...

كان يأكل معهم ... إلّا إنّ بيضهم المقلي أكبر بكثير من بيضته ...

وعندما مات من يكفله ... أراد الجميع تهشيمه ... فقد كتب له جده أرضاً من أراضيه بإسمه ... مما زاد حنق أبوه عليه ... لما يكتب لحفيده ولا يكتب لي أنا ... من الأفضل ؟

أخذ نصيبه بصعوبة ... وأكمل العمل ...

هو تقريباً عمل طول حياته ...

منعوه من الإتصال بإخوته لأنهم بدأوا يحبوه ... وكانت زوجة أبيه تغار منه ... فلماذا صيته حسن وصيت زوجها قد بهت  ... 

لم أستغرب من كرهه للإستقرار ... من علاقاته العابرة ... رغم كل شيء أحببته وكنتُ له أختٌ حنون ...

ذاك اليوم سمعتُ بأنه خطب ... كدتُ أرقص من الفرح ... أخيـــراً ...

لم تختبئ عنّي تلك الإشعاعة ولم يفلت مني ذاك الوهج ... قالها بعد لحظات من الصمت ... " حقاً الزواج مختلف ، علاقة الزوج بالزوجة جميلة ولا تشبهها شيء " ... طبعاً أردف كلامه بكافة العلاقات الإنسانية الأخر ... ولكنني فهمت ...

أدركتُ بأن جمال الحلال له قد وصل ... وقد أدرك بعد عمر ... بأن قرار الزواج في بيت ... أجمل ما حصل !

ربما لا يدرك مدى اهتمامي بفرحته ... ولا إدراكي لحجم مشاعره ... ولكن لا يهم ... تكفي تلك الفرحة المرتسمة على وجهه ... حقاً تسعدني فرحته ... فأنا أشعر كأنني والدته !

أمٌ فخورة دوماً به .

إعتراف "خاص جداً" لأنثى ...

أتسائل أحياناً و أستغرب و أستنكر ...

لما نمنع أموراً حلالاً على أنفسنا و نحل أموراً متناسين أنها بالفعل حرام ؟؟ !!!

فأبدأ بالبحث ...

و بالتقصي ...

والتفكر ...

لا أسأل أحداً ... يكفيني سؤال نفسي ... ومشاهدات في الام واقعي ...

لأجد أنّ العرف من روّج لهذا الشيء ...

التربية ... العادات والتقاليد ... الأفكار الموزعة بإسهاب شديد وممل أحياناً في حياتنا ...

فأجد أنّ الجواب هو أنا ...

أنا المريضة ... ليس العيب في الحرام ولا الحلال ...

أنا التي باتت مقتنعة بأن التعرف على الشباب والحب عادي ... ولكن الإرتباط بشاب لمجرد أنه ذو خُلق ودين تقييد لحريتي و إعاقة لاعاباراتي ...

أنا التي باتت مقتنعة بأن مناقشة مشاكلي مع زوجي مع النساء وفضح أسرارنا أمام الملأ أمر طبيعي ... ولكن نقاشاتي لإيجاد حلول له وحدنا وبطريقة ذكية "عيب" ويستذل كرامتي لأنه """ قد """ لا يستجب !!! 

أنا المقتنعة بأن أفضل طريقة لإرضاء نفسي عن نفسي و زيادة ثقتي بنفسي هي بوضع مكياج خفيف عند الخروج و لبس الألوان الزاهية الأخّاذة لأنني ما زلتُ شباب ... و طبعاً من أراها مرتدية ملابس العجائز السوداء و ترتدي حجاباً أسود أو ملابس داكنة منبوذة و أسارع بنصحها إلى الإلتفات لشبابها المهدور و مجدها الضائع و شخصيتها الممسوحة .

أنا التي عندما أحب أحيط حبيبي بالإهتمام لئلا يتركني وعندما يفعل ألتزم له طوعاً بالوفاء سنين ربما أو حتى بعد الزواج ... وعندما أتزوج أبدأ بالإهمال ... وأخجل من الإفصاح عن مشاعري في كثير من الأحيان ...

أنا التي عندما تتكلم إبنتي عن إستهجانها لأكل زوجي وضيوفه وأكلنا من بقاياهم أوبخها بشدة ... وعندما تتكلم النساء في التلفاز عن الحرية أبكي بتأثر بحرقة...

أنا التي عندما تقول حفيدتي بأنها فخورة لكونها أنثى ولا فرق بين الذكر والأنثى إلّا في المسؤوليات أنهرها ... فالرجل أفضل من الأنثى ... ألا يكفي أن كل شيء في خدمته في مجتمعنا ... وعندما تقول لي " ولكن الدين .. " أقاطعها بشدة ... فمن هي بكل حالة من الأحوال لتفهم في أمور الدنيا المنهدة ... وبعدها بساعات أنعى حضي الذي جعلني في هذه المجرّة ... ومثيلاتي في الصين يتمتعن بمساواةٍ فضلى !

أنا التي عندما قالت لي أخته أنها ترغب بي مستقبلاً كنّة ... قلتُ في فكري أكيد هناك مصلحة ... وبعدها استغربت لما لا يتقرب لي ؟ ... وبعدها قلت هو لا يهتم بي ... وبعدها لم أهتم قط ... يجب أن أبحث عن حبيب لي ... يهتم بي ... وأتأكد أن حبه لا يشوبه مصلحة ... ليتقدم لوالدي بعدها !

,

مملكة الإنس



أتى قائلاً لها بكل بساطة : من عالم البشرِ أنوي إنتشالكِ .


أجابتهُ متوجسة : إلى أين أيها المسافر ؟ ... فسفرُك يبدو لي بعيد !


-         إلى الغيومِ البيضاء ... إلى العصافيرِ الملونة ... إلى قصاصات أحلامكِ المبعثرة ... إلى مملكة الإنس وسط حفيف الملائكة ... ذلك العالمِ البهيج ...

-         وكيف بي الذهاب إليه ... دربُك بعيد ! ... وكيف أركن إلى الملائكة ... وقلبي منها خائفٌ ... سعيد !

-         أمسكي بيدي ها هُنا ... وابتسمي كفاكِ تفكير ... الأمر بسيطٌ فعلاً ... ولا يحتاج للترهيب ... إجعلي الأنس مسعاكِ ... لرب العبيد ... و أكثري من طاعتهِ فالقلبُ له سيميل ... وببساطة استرخي ... فقد تأتي غداً وتعرضي علي مملكةً أعلى مما رأيت بكثير ... فالعبرة بالنيّة حبيبتي لا بالعمل المتعرج ... المتخبط الكثير !


أحسدها ... !

انا حقاً أحسدها ... مع إنني لم أرها إلّا مرة واحدة في شاشة جوّالك ...

هو ليس ذلك الحسد المقرون بتمني زوال النعمة عنها ... بل أتمنى أن تتوج علاقتكما ... أن ... أن تثبت لها بأنك جدير بها وأن تثبت لي بأنه مازال في الأرض خير ...

لأنني أريد أن أثق مجدداً في الرجال ... أن أثق بأنه هناك من يفعل المستحيل من أجل إنسان ... من أجل أن يوفي بوعده ... هل هناك رجل حقاً يوفي بوعده ؟ ... أتسائل !

أنا أيضاً أتمنى بأن يكون هناك يوماً ما من يحبني ... من ينتشلني من هذا المكان ... من يضحي بكل شيء و يحاول بشتى الطرق الفوز بي ... وينجح !

فإن فعلت لها هذا ... سأتأكد بأنه من الممكن ... ربما أنا لم أكن خيالية و أحلامي وردية لهذه الدرجة ...

ما هو الصح ؟ ... وما الخطأ ؟ ... لما لا أنفك أكتب عن الحزن ؟ ... أنا لم أكن هكذا ... أليس كذلك ؟ ...

لم أعد أرغب بالكتابة لأني أشعر بأنها كئيبة و كئيبة فقط ... أزعج ما في الأمر عندما أحاول أن أكبح جماح دموعي ... وأنجح ... وأفشل في البكاء عندما أكون مستعدة له ... أصبح أضعف كي أبدو أقوى ! ...

يااا ربِّ 

شذرات ملكيّة ’’4’’ ... المشاعر عندما تتضارب *** تصبح قطعة فنيّة !




اسفة جداً ... ولكن هذا ما توصلتُ إليه ... لمصلحتك ...

فمن يحبُّ أحداً - ولا أقصد الحب المتداول بين العاشقين - يحاول أن يساعده بشتّى الطرق ... ولو اذاه كي يعلّمه فهو يُدرك بأن بعد هذا الأذى نضج و نهوض ... 

هو يعرف ... بأن أسمى محبة ... هي محبة الأصدقاء ... لهذا هو يؤثره على نفسه وعلى مصلحته الخاصّة ... 

إخترتُ لك هذا الطريق ... لأجلك ... وإن سألتني ماذا أعتبر نفسي لأقرر عنك ... فسأعطيك ألف مسمى ومسمى ... وكلها حقوق لي تؤثرني عليك في تقرير ما هو أصلاً مِن حقّك !



يجب أن نضع مئات الحواجز إلى أن تبان النوايا و ينكشف المستور ...

 كي لا نصدم يوماً ما بأن ما ظنناه غير ما هو موجود !

,

شذرات ملكيّة ’’3’’




في وسط إجتماع الناس ... نشعر بالغربة الشديدة ... كأننا وحدنا في عالم غريب عجيب ... كأننا منبوذون ولا ظهر لنا ...

في وسط إجتماع الناس ... نختلي بأنفسنا ... نذرف دموعنا ... حزن ألم معاناة شوق ... نذكر وقتها كل ما يهيء الدموع للنزول ...

في وسط إجتماع الناس ... على لحظة نتحسس ... من كل كلمة ... نظرة ... همسة ... و كأنهم يريدون التنكيل بنا ...

في وسط إجتماع الناس ... نتمنى أحد ... أي أحد ... يحضننا ... ينتشلنا من ذلك المكان المظلم ... القاسي والمتعب ...

ذلك المكان الذي وضعنا به بسبب ذكرياتنا ... وماضٍ متغلغل حتى الأعماق فينا ... يعشق الظهور ومباغتة شعور الفرح فينا ...

فقط ليهمس أو تهمس لنا ... بأنه أو أنها تحبنا ... ويكون أو تكون صادقة تجاهنا ... لا أكثر ... ولا أقل !!

-----

 
كلما رأيتهم يتكلمون ... عنهم أو عنهن  ... أموراً تخرق قلبي و تشعرني بالألم ... أقرأ لهم المعوذات الأربع ... خوفي من أذى مني بغير قصد ...

فأنا في النهاية سأصبح سعيدة ... بل أنا أملك كل مقومات السعادة ... قد تأتيني مثل هذه اللحظات ... قد لا أملك مثلهم تلك الأمور ... ولكنني سعيدة ...

أملك الكثيـــــر ... أموراً يحسدني عليها الغير أمامي حتى ... يجب أن أرضى ... ان أقنع ... أن تقل لحظات الحزن هذه ...

في كل الأحوال ... أنا سأكون أفضل الجميع ... وسيرى الجميع ... وستكاد تنعدم هذه اللحظات ...

الله عز وجل لطيف بعباده و سميع و بصير ... وهو لن يخيّب شخص بنى كل حياته على الثقة به رغم عصيانه له ... أليس كذلك ؟

-----

إن الحروف تموت حين تقال ...

فكيف بي أن أقول مقال ...

يؤلمك إلى حد القتال ...

يجعلك تفكرين بي ...

كأنني عدو غربي ...

ولست بك معني ...

هيهات فأنتِ قلبي ...

كيف تظنين بي الظنون؟

و تظلميني حد الجنون ...

و تقولين لا تهتمين ...

أتعرفين كم تجرحين...

أكره العالم الخارجي ...

أكره كوني ضعيفة ...

وكأني في حزني سعيدة ...

تصرين على جرحي ...

وعلى الإبرة بالسم وخزي ...

أهذا سيحل الأمور ...

تلاشت الحلول ...

و أصبح الجرح هو الشطارة ...

ومن يسبق له الصدارة ...

كفاكِ صدقاً أنا مريضة...

و جسدي بالسم فقد ريعه ...

تعلمي كيف تعبرين ...

فالغيرة تقتل المحبين ...

أرجوكِ فقد فقدت الدربين...

و أصبحت مجرد طفلة جريحة ...

مرمية بالجنون تائهة حزينة ...

و لستِ أنتِ أيضاً سعيدة ...

ألا تفهمين ؟

-----
 
ويقولون ما بالكِ صامتة ... وما بال كبريائك لا يتكلم ... المشكلة ليست بي ... هم لا يتواجدون ... عندما أريد أن أصرخ بجنون !

-----

عندما أطلب الجلوس بمحاذاة النافذة ... ليس لحفظ الطريق ... بل لإضلال الناس بحجة الطريق ... وقتها أملك أجمل الأوقات ... في عالمي الخاص ... وفي جنون الأفكار ... حيث تضيع  الأسماء ... و يبقى مشهد بديع ... فيه لكل مشهد ... حدث سريع ... كسرعة دوران الورقة ... في قلب إعصار بطيء !...

-----



إن كنت تريد معرفة أخلاق أناس تريد التقرب منهم ... إنظر إلى أطفالهم ... فالأنانية و السعي وراء المصلحة ... التقلب و الكذب ... النقل الغير سليم - المتكرر - للأحداث ... و الكلام الغير أخلاقي ... كل هذا و أكثر مقتبس من الكبار ... بل نسخة أكثر وضوح و صفاء و نقاء عنهم ... لا تقل لا و مستحيل ... أعطيك سر واقعي يتيح لك التعرف على الجميع بكل تفصيل !




-----

عندما تراهم ينادوك بأحب الأسماء لديك عن حضور الضيوف ... عندما تراهم ينادوك بأحب الأسماء لديك عند حاجتهم ... إعلم أنه يجب أن تغير مكانة هذا الإسم !

-----


,

شذرات ملكيّة ’’2’’ -- أبيض وأسود







ربما لا توجد غيري تحلم بفستان زفافٍ أسود ... و بعريس يلبس الأبيض !

أؤمن بجمال و سحر و جاذبية الأسود على المرأة ... و بنقاء الأبيض - الكاذب - وفتنته على الرجل ...

---

وتخلصنا من الأريكة القديمة !


   لم أكن أتخيل أبداً أنني سأشتاق لها !


 كانت ملقاة بإهمال في الممر القابع خلف المنزل ... كانت قديمة ورثّة ... وملأى بالأتربة ... لم يعرها أحدٌ ما إهتمام ... ولا أحد ! ...

ولكنها لم تشتكِ لي أبداً ... ولا لأي مخلوق ... حتى إنني لأظن بأنها لم تتذمر للأرضية ولا للجدران ... كانت واقفة بإعتزاز وشموخ ... مما يجعلني أجزم بأنها من المحال أن تكون مصنوعة إلّا يدوياً ... لتُظهر من صاحبها ما خبأه القدر بين صفحات شخصيته ... يغطيها شرشف أخضر مطرز بحبّات المطر ... و وريقات الشجر ... وتلك الفراولة التي إنتبهت لها مرّة صدفة ولم أعرف ما الذي أتى بها للحن الخيوط ... ربما أتت لتُحدث فرقاً باللحن ... أو لكي تذكرني بأنه ما زالت الحياة ... وهم !

كنتُ كلما أحسستُ بالضيق أو بالهم أو بالحزن أو حتى بحاجة إلى وقت لنفسي فقط ... لمراجعتها أو محاسبتها أو حتى للإبتعاد عنها أذهب لها ... أجلس بكسل أو تكاسل على حسب حالتي المزاجية حينها ... وأبدأ بتأمل الحديقة المؤلفة مِن شجرتين أحاول دوماً الإهتمام بهما ... هما وحدهما اللّتان صمدتا في التربة الصعبة لحديقتنا ... لم يكن أحد يهتم بهذا المكان ... كان خاصّاً لي ... وبعيداً عن الجميع ... أخواتي الخمس اللاتي يزعجنني دوماً ... لم يكن هناك أحد يفهم ... ولا أنا نفسي ... لما أرتاح بعد مكوثي هناك بقليل ... أنسى نفسي ... وينسوني ...

كنتُ دوماً أعتبرها منطقة مقدسة ... مع إنني لم أهتم بنظافتها أبداً ... ألا يكفيني المساعدة في أعمال المنزل الكثيرة ... ولأعترف ... لا أحب الأعمال المنزلية أصلاً ... أحياناً كانت تنزل الطيور خصيصاً لي ... تغني لي و ترقص ... تتطاير فرحاً بي ... مما يجعلني أُفرغ موجات حزني بدموع حارّة تكاد تحفر وجهي ... بعدها أبتسم مجاملة لمحاولاتها الجادة ... وبالنهاية أستسلم لضحكة من الأعماق ... وإبتسامة تجعلها تتنافس اكثر على إسعادي أكثر ... وهي مدركة بأنها نجحت سلفاً ...

ذات يوم إقترحت ريّانة -أختي الكبرى- هدم ذاك الجدار و إعادة ترميم الغرفة ... أو بناء غرفة جديدة تناسبنا نحن البنات ... فحتى لو تزوجت فنحن –حسب إدعائها –لا ينبغي أن نشعر مثلما شعرت ... لحد الان لا أعرف بما كانت تشعر ... ولا أظن أني سأعلم فهي لم تكن الأقرب لي يوماً رغم عشقي لها ... كنا نبرع بالمنافسة ونُبدع ولم ننجح عندما نتنازل و نثرثر ! ... ولكننا جميعنا رحبنا بالفكرة ... أخيراً ستصبح لي غرفة في المنزل ... أبقى بها وحدي بلا أي مزعج أو متسلل !

بدأوا بإزالة الجدران لإعادة التصميم ... أخلوا المنطقة و رموا الأريكة و قطعوا الشجرتين ... بالنهاية بُنيت الغرفة التي لم أهنأ أبداً بها لأني تشاركتها مع ريّانة لأننا الأكبر ! ...

بينما كنتُ أرتب الفوضى وجدتُ شرشف الأريكة ... وأكتشفت بأن تلك البقعة لم تكن فراولة ... بل أثر رمانة أكلتها ذات يوم على تلك الأريكة ... تمنيت بأن الشرشف بقي على الأريكة ... ولم أكتشف سرّ الفراولة الذي كنتُ أبقى ساعات أفكر به ... وددتُ لو لم يهدم ذاك الحائط ولم تقطع الشجرتان ... ويا ليتني ... يا ليتني ... أبقيتُ على الأريكة ... يكفيني منها الذكريات !

كفاكِ هذراً ... دعيني اليوم أتكلم !


هذه المرّة من سيتكلم ... أنتِ أو أنا ؟ ...
لا لا تسقطي قطرات ... بل إبكي بغزارة و دعي وجهكِ الجميل يبتلُّ بالماء ...
سأتكلم اليوم و بلا عنادك المعتاد إستمعي لي و أنصتي ... هلّا فعلتِ ؟
هذه الإيماءة تكفيني للبدء ... فهلّا هدأتِ ؟

أتذكري ذاك الزمان ... عندما جعلت التفاؤل شعار ... هل تذكري ما حققت ؟ ...
فشلكِ تحوّل نجاح ... أتذكرين ما أسستِ ؟ ...

أتذكرين تلك المخططات التي كان لا مفر منها و فشلت ؟ ... أتذكرين متى فشلت ؟ ... في اخر لحظة وكنتِ أنتِ من أبطلها ... إذن لما هذه العجلة ... ألن تُبطلي تسرعك ... و تفكيرك المبالغ به ... أم إنكِ نسيتي بأنك تواجهين اخر خطوة لإكمال أوّل خطوة ؟ ...

أتوسل إليكِ ... إهدأي !

أتوسل إليكِ ... إهدأي ...



سأطلبُ منكِ فقط أن تثقي بي ... ضعي يدكِ على قلبكِ و أغمضي عينيكِ ... هو يُؤلمُكِ أليس كذلك ؟ ... غداً سيغدو بخير !

حبيبتي ... ثقي بي ... أنا أثقُ بربي و ربّكِ ... ستكونين بخير ... وستصبحين الأفضل ... هل رأيتي يوماً ما عالِمٍ تفتّحت كل الأبواب له كي ينشُرَ عِلمه ؟ ... هل سمعتِ بنبيٍّ لم يلاقِ صعوباتٍ في دعوته ؟ ... أقرأتِ عن أي عظيم كان الجميع يُحبّه؟ ... هل عرفتِ كريم الناس كُلّها تساعده ؟ ... وهكذا نحن ...

يوماً ما ستُصبحين عظيمة ... أشعر بهذا ... بل أثق به ... وما يُواجِهُكِ الان تمهيداً لعظمتك ... وتدريباً لكِ ... وليس من أيّ أحد ... إنه من الباري عزّ وجل خالقكِ ... لا تتألمي ... ولا تتحسسي ... فالمحبة التي نثرتيها على التراب ستُنمو غداً ... لا شيء يضيع ... لا شيء يضيع ... ثقي بهذا عزيزتي ... فكُل شيء مسجل عند من يملك الحبَّ والقمر ...

أحلام يقظة ..


ككل فترة وأخرى ... تعود فتتبعثر مشاعري بشدة ... تعتريني حالة ذهول من نفسي ... ألستُ محكمة الضبط لنفسي ؟ ... فما الذي جرى و غيّر الخطة ؟ ...

كلما يأستُ من اللحظة ... وواجهتُ موقفاً يتطلب العزم والقوة ... كلما قسوتُ على شخصي ... ونكرتُ ما أؤمن به بشدة ... خيال من الماضي يتجسد لي ... منادياً لي بنسيان اللحظة ...

أسرح بخيالي ... بفرحٍ وسعادةٍ ... فالان حان الوقت للسكن في دنيا المحبة ...  كل صعوباتها بلحظاتٍ منحلة ... وفيها سأعيش قصة لا توجد بأي من أفلام المجرة ... ولكنها تجمعهم جميعاً ... لحظة من كل لقطة ...

أشواق !

أن يتجدد الأمل ... أن تزهر ماكانت البارحة أغصان يابسة ... أن تتبسم الحياة ...

أصبحتُ في اخر جزء من السنة الدراسية  ... تعلمتُ الكثير ... خضتُ في الكثير من الأمور ...

تمنيت يوماً ما أن أسكن لوحدي ... من زمان ! ... وتحقق هذا لي ...

تمنيت أن يحدث لي ما يميزني عن الجميع ... حدث هذا وبطريقة غير متوقعة أيضاً ... ولازلتُ لا أدري ماذا يخبئ لي الله عز وجل ...

لا زلتُ لا أُنكر بأني مازلتُ لا أعرف ماذا سيحدث غداً ... ولكني أعرف بأني أصبحت أكثر صلابة ...

قد أكون تغيرت ... كثيراً أو قليلاً لا أعلم ... ولكن لا أنكر بأني تغيرت ... فالمجتمع هنا ليس أبداً كالذي هناك ... الناس ليسوا كالذين هناك ...

كتبتُ الكثير ولكن لعطل في جهازي لم يُنشر شيء هنا ... و ما زلتُ أكتب أحياناً ...

أتوق لإنتهاء هذه السنة الدراسية فالصبر بدأ يهرب مني والشوق بدأ يتمكن مني أكثر وأكثر للقاء أهلي وصديقاتي ... فِعلاً أشتاقُ إليهم ... وأتوقع أنهم أيضاً يشتاقون !

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair