ليس من عادتي نقل المقالات، ولا الكلمات، لكن اليوم أكسر حاجز العادة لأوصل رسالة أتمنى منّا نحن استيعابها ..
فبغض النظر عن آرائها، وبغض النظر عن ديانتها، أليست فِعلاً هذه هي صورتنا في أذهان الكثيرين من غير المسلمين؟
بل وحتّى من المسلمين؟ ..
وأود سؤال المثقفين، وأهل الدين، ما العمل لتحسين صورة المسلمين؟
ولما أصبحنا كالقطيع، متناسين أغلب أحاديث الدين، التي ما معناها إن المسلمون إخوة، والمسلم من سلم الناس من لسانه وأفعاله، والمسلم من يشهد بأن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله، ورسالة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. أين موقع هذه الأحاديث منّا؟ .. أم إننا أصبحنا من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، نؤمن بالتي فقط تتماشى مع أهوائنا و نحرّف ما لا يعجبنا أو حتى نتناساه، أو نحذفه مع شرط عدم الإرجاع؟؟
أترككم مع المقال، وأتمنى سماع آرائكم:
"كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الاسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون ان غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من اخلاقه ودخل الاسلام... عندما قرأتها فهمت أن تصرفات واخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للاعجاب بالاسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي: يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!؟
أرجو أن لا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الاسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاثة نقاط:
((أولاً))- المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر "كافر" ويحلل قتله.. فلو أردت - كيهودية- دخول الاسلام فهل أدخله من باب "السنة" أم "الشيعة" أم المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلي أنصار مذاهب الاسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الاسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلام مقدس للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة كلها سيعذبهم الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة...!!
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الاسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول الى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله!؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.
((ثانياً))- المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين.
قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!!
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبة لدخول الاسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الاسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
((ثالثاً))- عندما النبي محمد دعى الناس للاسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعوه الناس. لكن اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟
لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي. بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الي يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الاسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الانسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))!
لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الاسلامي وصل الى هذا الحال رغم انه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين الى المسلم بريبة وخوف!!؟"
سؤال أخير،
منذ متى والقتل محلل لغير المسلمين، حتى نبدأ بقتل المسلمين؟
نحن الذين لا نعمل بأوامر الله عز وجل وحدوده، نحن الذين لا نقطع يد السارق ولا نجلد الزانية والزاني، نحن الذين لا نمنع الربا، ونتفنن في رشوة للمرتشي، نحن الذي نفضّل جنس على آخر، نحن الذين أصحبت ملابس مسلماتنا تعني أموراً كثيرة إلّا الستر، نحن الذي أصبحت تصرفات مسلمينا تعني معاني جمّة إلّا غض البصر، نحن الذين أصبح السبّ واللعن والشتم والسخرية من آداب كلامنا مع محبّينا ومبغضينا، نحن الذين نكره الكثير من حلال الله، ونعشق الكثير من حرامه ..
أبشركم ...أصبحنا اليوم نحلل قتل المسلمين، لأنهم -حسب زعمنا- يدينون بغير دين ..
منذ متى وكنّا نحن على النفوس حاكمين، وببواطن النيّات عالمين، والله عزّ وجل جعل أعمال جميع خلقه مرهونة بنيّاتهم، وجعل أماناً لكل من يقول أشهد بأن الله عز وجل ربي لا رب غيره، وأشهد بأن محمد رسول ربي لا نبي بعده؟
بعظمة هذا الشهر الكريم، ربّي، أنر بصائِرنا، وثبّتنا على دينك، وارحمنا برحمتك يا كريم