أريد أمل -~16* (النهاية)


في النهاية أتمنى سماع آرائكم وملاحظاتكم عليها ككل ^_^

أترككم مع النهاية

=====================


 أبقيت هذه الصفحتان لأكتب بها نهاية القصة، لم أرد أن أكتب النهاية في دفتر آخر، أردتها في دفتر الصيف السعيد، ذلك الدفتر الذي كان به بدايات كل شيء ..

خلال هذه السنين حدث الكثير، أسلم والداي وأسلمتُ قبلهما، أنا أصلاً أتوقع بأني كنتُ مسلمة منذ ولادتي ..

أتعرف يا دفتري، أظن بأنه لولا ضياعي لما التقيتُ بهما ولما أسلما، مما يزيدني حباً بالله، وبهما ..

خلال مراجعتي للمذكرات وجدتُ بأني لم أذكر سبب التقائي بيسرى، السبب كان أخاها الأكبر!

في اليوم المقرر لالتقائي بأحد العرب وجدتُ فتاة بسني تركض خلف أخاها وتنادي "عزيزي"، كان هذا غير لائق بالنسبة لفتاة في سننا!، ولكن كان لفظها غريباً للكلمة، وقتها قالت لي أمي بأنّي كنتُ ألفظ الكلمة هكذا في صغري عندما كانت تراودني الكوابيس، ذهبتُ لها بدافع الفضول، كنتُ أريد فقط أن اسألها عن مكان نشأتها، فقد بدت لنا غريبة عن هذا المكان، قالت لي بأن أخاها اسمه "هاني" والموضوع هو فقط اختلاف في معنى ولفظ الكلمة بين العربية والانكليزية، وضحكت مُحرجة ..

اليوم عندما أفكر بالقدر الذي جمعنا أستغرب، فحياتي لم تكن عاديّة، أنا نفسي أستغربها، كيف اعتنقتُ ديناً غير ديني بالرغم من صغر سنّي؟
كيف اعتنق والداي هذا الدين؟
كيف استطاعت العائلتان أن تتقاربا لهذه الدرجة؟
أتعرف يا دفتري ما الغريب أيضاً بالموضوع؟
لم تكن عائلة هاني يوماً ما متدينة، لقد بدأوا بالالتزام بعد مقابلاتي لابنتهم، وقد قررت ارتداء الحجاب في نفس الوقت الذي ارتدت فيه يسرى الحجاب، أردت أن أكون مثلها، وكُنا مميزتان ..

الأهم من كل هذا، هاني، هل كان مقدراً لي أن أكون من نصيبه فحدثت كل هذه التحولات في حياتي؟
أم أنه هو الذي كان من نصيبي ليحدث كل هذا؟

غداً سيكون زفافنا، لقد أخرت الكتابة هنا لخوفي من أيّة تقلبات قد تحدث، ولكنّي أريد حقاً اليوم الكتابة، أنا خائفة جداً، وفرحة جداً، فقد أحببته لسنين بسريّة، لم أكن أدرك بأنه كان يملك لي أيّة مشاعر!

مما يريحني قليلاً ويضحكني فكرة مدرستي وبطنها الممتلئة وهي إشبينة لي، كم أنا سعيدة لحملها، الذي هو من أصعب أنواع الحمل كما قالت صديقتها الدكتورة ضاحكة معقبة بأنّ الذي حصل كان نتيجة حتمية لها، يجب أن يشبهها على الأقل إبنها الأول في الحركة والإزعاج ، هما كائنتان من مكان آخر، من دنيا الأحلام، لا يشبهان أغلب شعبنا، أتعرف؟ لم أكن قبلاً أدرك بأن السعادة قد تكون في الألم أحياناً، كلما رأيتها مغمضة عينها بتألم صامت أُفاجأ بشفتاها تبتسمان، لتقول لي بأن الحب أجمل ما في الكون، وبأنها كانت تنتظر طفلاً منذ الثانية من عمرها، هي من أكثر الناس الذين قابلتهم تفاؤلاً في حياتي، سترسم الكثير من الضحكات وخصوصاً بمنظرها غداً، أتمنى أن يكون يوماً جميلاً ..


ما أنا متيقنة منه هو أن كنيسة مريم العذراء كانت الطريق لكل هذه الصدف الجميلة، ألم أذهب لها يوماً ما يائسة بطفولة أبحث عن جامعة هاغورتس؟

أشعر بأني وجدتها، ولكن الجامعة التي وجدتها لم تكن هاغورتس، كانت جامعة الحب، والحب أحد أنواع السحر ايضاً، ولكنه سحرٌ لا يحتاج إلى أي تعويذة ..

رغم كل ما واجهتني في حياتي من صعوبات إلّا انّي أشعر بأن والدتي الحقيقية ووالدي في مكانٍ ما يدعوان لي دوماً، أشعر بأنهما مازالا على قيد الحياة، وإلّا لما هكذا الحياة تبتسم دوماً لي بعد قليلٍ فقط من الألم؟

كم أتمنى لو أجدهما يوماً ما، لأشكرهما ..                       
                                                          على ولادتي


7/9/2025
كامي بروس



النهاية

0 قطرة / قطرات:

إرسال تعليق

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair