رواية حلاوة الايمان عند مسير الانسان ... الحلقة الاولى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رأيت فيما يرى النائم ... اليوم ... حلما غريـــــب  غريــــــب! ... ومخيــــــــــف !!

رأيت بيتنا يحترق  ... اهلي كلهم كانوا فيه ! ... وانا كنت واقفة أمامه و أدعو لهم بحسن الخاتمة وأن يتغمده الله برحمته ... لم أكن خائفة ... ولا حزينة ... لم ألطم خدا ... ولم  أذرف دمعا ... بل كنت ساكنة ... أشبه بروبوت ... يردد ألفاظ من غير وعي ... ومغطى بعباءة فضفاضة ... وخمار أسود نقي ... يجعل ملامحه ملامح أنثى !! ... كنت مصدومة ... ولكن ... لست مصدومة لتلك الدرجة ... كيف ... لا أعلم !!! 


استيقظت خاائفة ... أنا لا أحلم أحلاما مفزعة ! ... ولا أشاهد فلما ان أحتوى على طلقة ... أسررت في نفسي بأني سأدفع صدقة ... لم أرد تفسير الحلم كما جرت علي العادة ... كلما تذكرت ما يحدث ارتجفت خوفا ... كيف أبتعد عن أهلي؟ ... اخواني ... وامي وأبي ؟؟؟ ... و كلما نظرت لهم دمعت عيناي ... لا لا لا ... سأدفع صدقة و سينتهي الأمر ان شاء الله ... أتصلت صديقتي ( سماء ) تلح علي بأن أذهب عندهم ... فأختها حاضرة عندها و هي متألمة جداا من جراء الحمل ... وبما أنني قد أخذت دورة في الاسعافات الأولية و تستهويني كتب الطب والملاحظات الطبية ... اتصلت بي الأخت... اتصلت بأبي لأستأذنه ... وذهبت ...

كانت لمياء فرررحة جدا ... رغم الألم ... فهذا أول مولود لها بعد سنيين من الأنتظار ... قست نبضــها ... وضغطـــها ... و عملنا لها شيئا من شاي النعناع لتهدئة أعصابــها ... فتحدثنا و ضحكنا كثييرا – كالعادة :) - ... وطبعا لم أغفل تقليد الدكاترة حين الفحص ... و علامات التجهم بادية على وجهي ... و كأنني أصنع ذرة لا أجس نبض أمرأة !!! ... امممم ... حتى لو تجهم أحد أثناء صنع الذرة – لو هناك هكذا شيء أصلا !! – لما خرجت الذرة جميلة وبنتائج مرضية ...!!!


بعد 4 ساعات و بعد ان تأكدنا أن الالام ليست سوى  الام عادية ... عدت ... ولكن لم أسرع بالطريق كعادتي ... كان هناك شيئا غريبا ... واحسست بأحساس غريب ... فبدأت بقراءة السور التي أحفظها ... حتى وصلت ...


جعلت يدي على فمي لمنع نفسي من الصراخ ... لقد نسيت دفع الصدقة ... و بدت أنظر للحريق ... وأقرأ السور ولكن بدون دموع ... فقد تجمدت دموعي من الصدمة ... لم أدري بالضبط أي صدمة ... صدمة رؤيتي لبيتي يحترق للمرة الثانية ... أم صدمة تحقق الرؤيا ... أم صدمة أن ما يحدث أمامي حقيقة ... وقد أصبحت الان ... يتيمة!!!!!

وأصبح البيت أثار بيت !! ... وقفت ساكنة بين الجميع ... لم اتحرك ولا خطوة من مكاني ... لم يعرفني احد ... لعبائتي و خماري و ملابسي التي لا تظهر منها الا يداي ... ولكني قطعا لفتت انتباه كل أحد ... أتى  الجيران والأصدقاء ... فاقتربت أحدى الجيران مني ( أم فاضل ) ... و سألـــتني عمن أكون ... و لكنني لم أتكلم ...
 قالت لي : هوني عليك يا بنية أنتي لا تعرفيهم و تقولي هكذا فكيف بنا ؟؟ ...
قلت : ان لم أكن أنا أعرفهم .. فمن يعرفهم اذا ؟؟!!

تعالت الصيحان حولي ... أصمت أذني ... و بت أسمع أسمي في كل مكان ... و أرى لطم و صياح ونواح ... أردت أن أصرخ بهم " كفاكم أنتم تؤذووون أهلي و هم ان شاء الله شهداااء " ... ولكن وبصراحة ... لم يستطع النطق لساني ... أحتضنــتــني ... وأخذتــني لبيتــها ... حتى أتت المسية ... كان الجميع حولي نواحا ... كنت في وسطهم ... غير ادمية !!! ...فلم أحب أن أزود همومهم بدمعي ... وانتظرت أن يجن الليل لالقي الدموع من دلو عيني ... و على الأقل لا يراني أحد الا ربي ... طلبت منهم ماءا ... لأصلي ... كنت مشتاقة الى ربي ... لأشكو له ما عندي ... و لأنني تعودت عند حزني ... أشكو له و أبكي ... وأتخيل ملاكا جنبي ... يمسح لي دمعي و يهدئني ... كانت هذه طريقتي السرية ... وهي التي تجعلني أتماسك دوما و أبدو قوية ... في أقسى اللحظات و أكثر لحظات الضعف ... صدم الجميع ... هل الان وقت صلاة !!! ... قلت لــأم فاضل : و هل لي أن أبقى وحدي في الغرفة و أعرف اني أثقلت عليــك كثيرا جزاك الله عني خير الجزاء لايوائي ! ...
دمعت عينها وقالت : كلا يا حبيبتي نحن أهل ، لا تنطقي بهذا مرة أخرى ! ...
لم يكن لي مزاج لأجامل ... وخلوت بنفسي ... و كأن الصنبور انفجر ... بعد أن أجبر على السداد أمام شلال ماء ... غفوت و أنا على هذه الحال ... بعد أن أكملت الصلاة ... فرأيتهم ... ياااه ما أرحم الله سبحانه وتعالى ... فهو دوما عند حسن ظن عبده ... و بما أنني لم أفعل كما يفعل البقية ... ولم أشكو لغيره ... كافئني برؤيتهم ... ويا لها من مكافئة ... سأحكيها لكم ان شاء الله في الحلقة الاتية ... من :

حلاوة الايمان عند مسير الأنسان

 اسم غريب أعلم ... وربما غير مناسب الا لكتاب سردي لا رواية !.... ولكنه ... أعجبني :)  ... وهو قابل للتغيير مستقبلا ... دمتم بحفظ الرحمن ... وانتظروا الجزء الاتي ... بانتظار التعليقات والانتقادات طبعا :) 






ملاحظة : الرواية تجدونها على المدونة




 حلاوة الايمان عند مسير الانسان


ارجو الرد عليها هناك ... حيث سيتم طرح بقية الحلقات هناك ان شاء الله

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair