أريد أمل -~7*

"لا أحب الذهاب للكنيسة أيّام الأحد، ولا أحب الذهاب للكنيسة المجاورة لمنزلنا، أحب أن أزور الكنائس مرتان اسبوعياً للراحة التي أشعرها بها، كلّما شعرت بضيق أستقل أوّل حافلة تأتي للمحطة التي أكون بها وقتها، يجب أن يكون بها مكان للجلوس طبعاً، بعدها أبدأ بالقراءة أو الأكل وعندما أنتهي ما بجعبتي أنزل أينما كنت، وأبدأ بالبحث عن أقرب كنيسة فاتحة لي أبوابها، الأمر يكون جميل عندما أجد كنيسة مفتوحة في غير الأعياد والأوقات الرسمية، مع أنني أحياناً أذهب في الأوقات الرسميّة، بعد أن أعترف بذنوبي وأشعر بالارتياح أخرج لآكل عند أقرب مطعم، لا يهم ماذا أطلب، على كل حال هذا يعتمد على حالتي الماديّة وقتها، عندما أعود للمنزل أشعر وكأنّ هم كبير انزاح عنّي ... كيف يستطيع أي إنسان أن يعيش من غير دين؟"

كل هذه الأفكار وأكثر كانت تدور في رأسها كلما ذهبت إلى كنيسة جديد، المتعة وحب الاستكشاف كانا يطغيان عليها، عندما عادت بالكاد لامست قدماها الأرض، كانت متحمسة جداً لرواية الأخبار ...

- اليوم زرت كنيسة جديدة
- جيد
- وحدث ما لم يكن بالحسبان!
- أتحاولين أن تشدّي انتباهي؟
- نعم!
- أهناك ما يستحق فِعلاً التكلم عنه؟
- ماذا هناك؟
- اوووف، أنا حقاً أكاد أجن بسبب هذه الحالة، أوّل مرة تمر علي هكذا حالة! ومارتن يتحداني بمعرفة ما بها، أشعر بأنه يريد أن يخرجني من المستشفى بأي ثمن إنه يحاول إحراجي أمام جميع الطاقم!
- ممم فهمت، إذاً سأدعكِ تكملين بحثكِ بينما أعد لكِ كوباً من الكابتشينو لعله يهدِئك
- شكراً لكِ الكساندرا
- لا تهتمّي، أعرف بأنكِ ستتغلبين على الجميع وتثبتين كفائتكِ، أنتِ الأفضل!
- وأنتِ كذلك عزيزتي

كانت تصلي لتنجح سوزي في هزيمة مجموعة الحاقدين التي حولها ... ولكنها سرعان ما غرقت بأفكارها الخاصّة وما حدث معها اليوم، كان الأمر جميل، لطيف إن صحّ التعبير، ولكنه محيّر ..

لقد كانت متحيّرة ولكنها كعادتها اتخذت بسرعة قرارها، وبدأت بالبحث على الإنترنت، مع تحميل أكبر كمٍّ من الملفات الصوتيّة، كان الأمر ممتع وغريب، وتجربة جديدة تخوضها ..

هكذا ستتأكد من الأمر، وستعرف وقتها ما الخطوة التالية، مهما سيحدث فمن الأفضل مواجهة الواقع، وهكذا ستثبت أيضاً صحة نظريتها، بأن هناك شيئاً ما مخفي ...
أهو مرض، أم حقيقة منسيّة؟

- انتهيت!
- حقّاً؟
- نعم، لدي الآن ثلاث أمراض محتملة، سأذهب الآن للمشفى لإجراء بعض الاختبارات والتأكد من بعض الأمور لتحديد المرض الحقيقي، إنني منهكة!
- إذاً لماذا لا تؤجلي الموضوع للغد؟
- أوّد معرفة مرضها للبدء بإجراءات العلاج، إحد الأمراض المحتملة خطير جداً أتمنى أن لا ينطبق عليها أبداً
- أتمنى هذا أيضاً، هل أنتظركِ على العشاء؟
- أنا التي سأحضره معي، إيّاكِ أن تأكلي أيّ شيء، صحيح شكراً لكِ على الكابتشينو، لذيذ كالعادة
- هذه أنا!
- وكأنّك خلقتِ ذرّة!
- أهكذا تواجهين إحساني، لن أحضِّر لكِ أيّ شيءٍ مستقبلاً.
- هاها حسناً، ذاهبة الآن
- أراكِ لاحقاً

عادت إلى استغراقها في مهمتها التطوعيّة حتى فاجأتها سوزي بصوتها بعد ساعات ...
- ماذا تفعلين؟
- متى وصلتي؟
- منذ دقيقة أنا هنا ولم تنتبهِ، ماذا تفعلين؟
- طمئنيني أولاً ماذا حدث مع المريضة؟
- تخيلي كل هذا الخوف ليكون المرض مجرد حساسية غريبة!
- الحمد لله، المهم هل حضرتي طعاماً؟ أنا أتضور جوعاً!
- أنا أيضاً، هيّا لنأكل .. ولكن حقاً ما الذي يشغلكِ؟
- ممم متأكدة بأنكِ تريدين المعرفة؟
- طبعاً، صحيح كنتِ تودين اخباري شيئاً ما اليوم عن رحلتكِ، هل الأمر متعلق بزيارتكِ اليوم للكنيسة؟
- نعم، الأمر كله يتعلق بهذه الزيارة، أكاد أحترق شوقاً
- هلّا شرحتِ لي!
- إذاً ركّزي معي وأعيريني حواسّكِ ..
- أنا الآن في كامل تركيزي، إبدأي!
- اليوم وكما تعرفين ذهبتُ لكنيسة جديدة
- وماذا حدث لكِ هناك؟ أوجدتِ فارس الأحلام؟
- كفاكِ مزاحاً!
- هاها لقد كنتُ آمل هذا بالفعل، حسناً أكملي لن أقاطعكِ
- لقد كانت رائعة، وكأنها تمد أيديها للترحيب بي، لقد كان استقبالها مهيباً، القس الذي بها كان محترماً جداً، وكان يجلس على جنب يقرأ في الانجيل، لقد كان هذا من بين الأماكن الأكثر روحانية التي زرتها في حياتي ..
- جميل ..
- وبعدها حدث أمر غريب، لا أدري ولكنّي بدأتُ يوماً فيوم أزدادُ يقيناً بعدم مصداقية كلمة (الصدفة) ... بدأت أظن بأن العالم كلّه مبنيّاً على شيء أعمق بكثير، وكل ما يحدث لنا مقدّر ومحسوب ..
- لا تكونِ هكذا، الصدفة موجودة بالفعل، قد يحركها الحظ أحياناً .. ولكنها موجودة
- لا أظن هذا سوزي، لا أظن بأن عالمنا بهذا العبثية ليكون بهذا الترتيب، ما يحدث أعمق بكثير، أكثر بكثير مما نتخيل أو نظن .. وإلّا لما دوماً هذه الخيوط المتشابكة التي تجمعنا بالناس، أغلب علاقاتنا تبنى على الصدف، أهي حقاً مجرد صدف؟
- لا أدري، معكِ حق في الموضوع ولكنني لا أحب تعقيد الأمور، يكفي تعقيدات الأمراض والبشر الذين أراهم كلّ يوم ..
- أفهمكِ
- المهم، ما هذا الأمر الغريب الذي حدث؟ 

بإذن الله، يتبع

4 قطرة / قطرات:

  1. ممممممممممم
    تشويق جداااا
    زعلت انك مقولتيش اية حصل :(

    ردحذف
    الردود
    1. كلو الا زعلك يا قمر ... إن شاء الله أعوضك المرة الجاية ^_^

      حذف
  2. سلام عليكم..
    ارادة وسعي يحدوه الامل.. هذا حال الانسان ، وشأن السكاندرا وسوزي هو السعي على أمل تحقيق تغير ما الى الافضل وتفادي الاسوء هذا ما ظهر واضح عند سوزي ، في بحثها وسعيها للتحقق من تشخيص بعض حالات المرض بشكل صحيح تفادي للاسوء ، رغم المضايقات التى تواجهها وتنذرها بالفشل.
    السكاندرا عندها بحث ما وهي على امل الوقوف على حقيقته .امر نجهل طبيعته على امل منا نشاركها ذلك الاكتشاف ... تبقى الارادة والسعي يحدونا جمعياً
    حتى يأذن الله للتتمة يحدونا الامل والرجاء بان تكونوا بخير

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      معك حق :) ..
      أعتذر لتأخري بالرد دمتم بحفظ الرحمن

      حذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair