,

أريد أمل!


كانت تمسك بدميتها مرعوبة، أمها دوماً تخبرها بأن لا يجب عليها أن تُعطي أيّ معلومة عنها للغرباء، وبأن لا تُكلّمهم أبداً!
 "أين أمّي الآن؟ أين هي؟"

لقد تخلّت عنكِ هي وأباكِ، قالوا بأنّك مُزعجة ولا فائدة تُرجى منكِ، أنتِ فاشلة وهما يكرهانك، هما الآن سعيدان بهاني الهادِئ، إنهما يُفضلانه عليكِ!

جلست منزوية بدون أن تجيبه، لقد كانت تخبرها أمّها يوميّاً بمدى حُبّها وأباها لها، بكمّية فخرهما بها، بأنّها تدعي الله عزّ وجل يومياً بأن يكون راضي أيضاً عنها

"إنّه الله"!

صرخت واقفة ببهجة.

ما بكِ؟ هل جُننتِ؟ اجلسي بلا كلمة ولا تزعجيني والّا!


لم تُجبه على سؤاله، يكفي بأنّها خالفت أوامر أمّها مرّة وسألته، هو كاذب والكاذبون لا يُحبهم الله، فهي لا تُحبه ولا تريد أن تتكلم معه بعد الآن أبداً!، وعاودت الجلوس، بالكاد تحرّكت شفتاها مُتمتمة بكلامٍ يَنبعُ مِن فِطرةٍ سليمة وقلب طاهرٍ نظيف :

"الله، رَبّي، أنا اسفة لأنّي نسيتك، ماما تقول بأنّ الأنبياء عليهم السلام دوماً يلجؤون لك، ودوماً عندما تخبرني بمسير حياتهم يدعوك عندما يحتاجوك، حتى الناس العاديّين، فرحمة عِندما عذّبت قطتها المسكينة .."

نزلت دمعة من عينها اليمنى وارتعشت أوصالها متذكّرة القصّة المرعبة، ما برحت أن مسحتها بعد أن تجاوزت الموقف،

لقد ندمت في النهاية وطلبت منكَ السماح وسامحتها، وجعلتها فتاةً جيّدة بحيث ماما تقول لي بأن الجأ إليكَ مثلها عندما أحتاج لشيء، أنا لا أحب أن أتعبك بالأشياء الصغيرة فعندما فقدت مابا - دميتي - يدها بحثتُ بنفسي عنها وتعبتُ كثيراً كثيراً، أنا حتّى بحثتُ عنها تحت الخزانة في تلك المنطقة المظلمة المخيفة لأجدها، انت تعرف بأنني أخاف من الظلام، ماما تقول بأنّك تعرف كلّ شيء، في النهاية وجدتها انا وأصلحتها لي أمي، أنا أعرف بأنّك مشغول جداً لأن الكثير من الناس موجودين في العالم ويدعونك أكيد، أنا أراهم كلّ يوم في الشارع أثناء ذهابي للسوق مع ماما، وفي السوق الناس الموجودين أكثر من قطع العلكة المدوّرة التي أدفع ربع ديناراً لأحصُل على واحدة منها، هي لذيذة وأنا أحبّها كثيراً، رغم أنّ بابا يقول بأنّ الإكثار منها مُضر، مع إنّي لا أكثر مِنها، فأنا لا احب أن افعل شيء مضر، هما دوماً يقولان بأني فتاتهما المطيعة"

ارتعش جسدها رعشة رعب ثانية فقد تذكّرت كلام الكاذب الغريب، عادت بعد مُدّة لموضوعها الأصلي،

لدي موضوع مهم جداً أطلبه منك، جداً جداً جداً، لم أعرف أن أحلّه، رغم أنّ ماما تحكي لي يوميّاً قبل النوم حكاية وبابا يحكي لي الكثير من المغامرات في أوقاتٍ كثيرة ، لكن لم أسمع بمكانٍ مثل هذا في أيٍّ من قصصهما ولا رأيت كاذب كبير مثل هذا، فلا أعرف كيف أتصرف وكيف أعود للبيت لأحضن هاني واهتم به، أنا متأكدة بأنه اشتاق لي فهو لا يتوقف عن البكاء إلّا عندما أجلس بجانبه وأحكي له بعض الحكايات الجميلة، يا رب أنا أطلب منك أنت أن تتولى هذا الموضوع، لم أعد أريد أن أتعلم الكتابة لاكتب اسم هاني على دفتري، سأتعلمه بمساعدة ماما، بابا دوماً يقول لماما عندما تكون حزينة بأن هناك أمل، وعندما سألته من هي أمل ضحك وقال لي بأن أمل اسم ومعناه أن هناك شيئاً جميلاً دوماً، دوماً دوماً يحدث بعد أن يحدث شيءً صعباً في حياتنا، يا رب أرجوك أرجوك أرجوك، أنا لا أعرف حلّ هذا الموضوع، أنا أريد أمل،


أريد أمل!" 





5 قطرة / قطرات:

  1. قطرة انا مش فاهمة حاجة.. هي مخطوفة؟

    ردحذف
  2. اها الظاهر كدا، ومش عارفة ترجع لمامتها وباباها ولا عارفة تعمل حاجة تانية، فبدأت تدعي ربنا بأسلوب طفولي ... اصلها لسة حتى مش تعرف تقرا وتكتب :)

    ردحذف
  3. بس جميلة قوي

    والشرير دا شرير وكذاب قوي

    ردحذف
  4. سلام عليكم..
    هل هي ترى كابوس..؟!
    ام هي مخيلة الاطفال عندما يبحثون عن معنى غير محسوس فيختلقون القصص لعلهم يتعرفون عما يبحثون..؟!
    الجميل ربط الامل بالله بل الامل الله وحده، عندما نغرس هذا المعنى في نفس هذا الطفل كيف سيكون شأنه إذا كبر.
    على أمل ان يأذن الله بقراءة اخرى كونوا بخير امل وعمل

    ردحذف
  5. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    انتظر الجزء الثاني اليوم ان شاء الله وستخمن افضل عما تواجهه هي :)

    انتبهت إلى ما أحببتُ الإشارة له، شاكرة مرورك أخي دمت في حفظ الرحمن عز وجل وتوفيقه

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair