أريد أمل ـ~3*

إن أردت قراءة الجزئين السابقين، فضلاً إضغط/ـي هُنا، حيث توجد كُل الأجزاء.

لن أتكلم عن ما يَحدُث معها، سأنقُل ما فكّرت هي به، ما عاشته، هكذا يكون نقلي للأحداث أسلم، وأصح، وأخف!

" لقد كُنتُ نائمة بينما كانوا يتناقشون، كان صوتهم عالي ومُزعج، هُنا الناس لا يَهتمون بالناس الآخرين، فرغم نومي هم مازالوا يتحدثون، ماما دوماً كانت تَقول لي بأن أُخفض صوتي لئلّا أُزعج بابا عندما ينام، لأن بابا أيضاً لا يُزعجني عند نومي،

 ماما تمنعني من الاستماع لأحاديث الغير، ومرّة خاصمتني ولم تُحدثني طوال اليوم مما جعلني أبكي كثيراً، قالت لي بأن الاستماع أمر غير جميل، رغم أنها هي وأبي كانا يتناقشان في هديّة مولدي، أنا مشتاقة لهما كثيراً، أنا خائفة كثيراً، لا أستطيع منع نفسي من الإستماع إليهم، جرّبت أن أغطي أُذني ولكن ما زِلتُ أسمعهم بوضوح،

ولا أستطيع أن أقول لهم أن يُخفضوا صوتهم، فلقد ضربني الكاذب عندما قُلت له بأنّي أريد الذهاب للحمام، ثم قال لي" إذهبي إلى الجحيم " وبدأ بالضحك، أنفي إلى الآن يؤلمني ولقد بدأ ينزف منذ فترة طويلة، عندما تذكرتُ كلام ماما لخالة سيناء عندما نزفت فجأة في بيتنا بدون أن يضربها أحد، " تمددي وارفعي رأسكِ "، طبّقتُ كلام ماما فاختفى النزيف، ماما تعرف كُل شيء، يا تُرى، ما معنى الجحيم الذي طلب مني الرجل أن أذهب إليه؟

الرجل الثالث مُخيف، هو أطول من جميع من رأيت في كُل حياتي، أنا متأكدة بأنه كبير جداً جداً، عمره مئة سنة!

هم يُخبروه بأنهم يريدون أن يغصبوني، يا ترى على ماذا سيغصبوني؟ هل سيجعلوني آكل لحم الخنزير؟ هذا مُقزز جداً، ماما قالت لي بأن الخنزير يأكُل كُل شيء حتى فضلاته، ولم أُحب شكله في حديقة الحيوان، مع أنّ لونه وردي!

أنا لن آكل لحم الخنزير حتى لو ضربوني!

ولكنني جائعة .. جداً !

سأمثل بأنّي نائمة، أصواتهم عالية ومُخيفة، هُم يتشاجرون، بابا أين أنت؟

الرجل الكبير يأمرهم بألّا يغصبوني، صرخ بهم " هذا سيضُر بالمصلحة يا أغبياء " مع إنّي لم أفهم ماذا يقصِد، الحمد لله، لن آكل الخنزير، قال لهم " خدّروها فقط، وأنا سأتكفل بالباقي، انتهى عملكما "، أنا رِجلي تتخدر عندما أجلس لفترة طويلة، أشعر وقتها بأن مِئات النمل عليها، ولكنّي لا أجدهم، كيف سيجعلوني أتخدر؟

أسيجعلون علي نمل كثير أم سيجعلوني أجلس كثيراً؟

وهل يعني انتهاء عملهما بأنني سأذهب إلى أهلي؟

ها هو صديق الكاذب يأتي نحوي"

- مريم!

- نعم عمو؟

- سأضربكِ أُبرة

- أُبرة تطعيم؟

- ها ها ها، نعم أُبرة تطعيم، يجب أن تأخذيها أو سيجعلُكِ النزيف الذي نزفتيه بسبب الضربة مريضة وستدخل الجراثيم كل أنحاء جسدكِ وتُلوثُك!

- لا لا أريد هذا، فهاني سيُصاب وقتها بالعدوى وسيمرض! سيأخذني عمو إليه، أليس كذلك؟

- طبعاً طبعاً، الان أعطني يدكِ كي لا يُصاب هاني بسوء

- آه ..

- انتهينا، عمّا قليل سوف نذهب لهُ

- شُكراً، وأخـ ـيـ ..

الألم لم يكُن قويّاً جداً رغم صرختها، لكنها بدأت تشعُر بالنعاس، ألم تستيقظ قبل قليل؟

وبينما هي مستغربة من هذا الكسل ومن ردة فعلها وعدم نشاطها بدأ عقلها يرفض التفكير، وسرحت بعدها بحُلمٍ جميل، كانت به وسط عائلتها تحتفل وتطير ..

إن شاء الله وكان للعمر بقيّة

 يُتبع