الله عزَّ وجل

أخطئ وأعصي ... أخاف فأستجير ...


البشر أنواع وأصناف ... بهم من يعبُد الله عزّ وجل وممتن لتدبيره وراضٍ به في كُل أمور حياته ...

وبهم من يعبُد الله عزّ وجل عند المصائِب فقط ... وتُلهيه الدُنيا بزخرفها عند الإنعام عليه ...

وبهم من ينسى الله عزّ وجل عند كثرة البلاء والإختبار ... وما أن تنتهي يعود لعبادته وإيمانه ...

والنوع الأخير واضح أعاذنا الله عزّ وجل منه وجعلنا من البعيدين دوماً عنه ...

قال الله عزّ وجل "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"

ليس هنا المقصد من كلامي ... لكن النعمة العظمى حقاً -كما أراها- هي عندما نُخطِئ ونعصي ونتمسك بالمعصية، وبعدها يواجهنا ما يهز كياننا واستقرارنا، فنلجأ إليه،
                                                       كيف نلجأ؟
البعض يستخدم سجادته
والآخر يفتح القرآن
البعض يدعو قبل منامه
والآخر يطلب من الآخرين الدعاء
البعضُ يستغفر لتحقيق طلباته
وهو في العادة من العاصين
وأنواع كثيرة قد يغيب علي ذكرها
فأنا مازلتُ لا أعرفُ الكثير

من أغرب ما أجده في الحياة ومن ألطف الأمور، لا أعرف كيف أصفه بصراحة فأقِف عنده عاجزة، شكري له عزّ وجل حينها يستوجب الشكر لأنّي تمكنتُ من الشكر واستحضرني وقتها الشكر ...

تلك اللحظات التي نكون فيها مثقلين بالذنوب، مملوئين بالمعصية، غارقين في الإصرار والعناد،
تلك اللحظات التي رغم كل هذا نحتاج بها إلى الله عزّ وجل لا إلى أحدٍ غيره،

ننظر إلى يميننا فلا نجد معين ...
ننظر إلى يسارِنا نرى العدو اللئيم ...
نرفع رؤوسنا نرى التكالب الأليم ...
لو ننظر إلى قلوبنا ...
يرحمها منذ الأزل رب رحيم ...
ندعوه واثقين ...
مثقلين ...
نادمين ...
ونختم دعائنا بيا رب العالمين ...
فيستجب لنا بحكمته الرصين ...
وهل لنا في العالِمين غيرهُ معين؟

بعدها نتسائِل ... لما استجاب؟
لما حقاً استجاب؟
وما قيمتي أنا ليستجيب؟

ليجيبني من كان أميراً للمؤمنين منذُ أكثر مِن ألفِ عام ... ومازال أكيد :

أتحسب أنك جرمٌ صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر؟ "

لنبقى بعدها متيقنين بأنّه على الرغم من كل متغيّرات عصرنا ... من كلِّ الشكوك ...
                                                                  من كل القوانين القابلة للنسف والوجود ...
هناك حقيقة مطلقة واحدة ...
                                 هي أساس الوجود ...
الله عزّ وجل بالفعل ...
        هو ربّ وخالق الوجود.

2 قطرة / قطرات:

  1. سلام عليكم..
    الله محيطنا بألطآفة الظاهرة والخفية..
    تعددت الاسماء والله واحد في لطفه وخيره ، ومن الغريب حقاً اننا نتجرأ بالمعصية إتكالاً على لطفه ورحمته - الله غفور رحيم- ولا احسب بأن الله يخيب أمل العاصي بأنه هو الغفور الرحيم.
    الغريب من ينكر وجود الله ويؤمن بالجمال والابداع في كل امر ، حتى مع هؤلاء الله له ألطاف . من ألطافه اقامة الحجة عليهم في كل امر بل في نفوسهم.. الانسان إذا ما تعمق في رحمة الله وألطافه يكاد يجزم بأن لم يخلق ناراً لأحد.
    في الختام اود الاشارة بأني قد يكون خرجت عن اصل المقالة ربما هذا ما وسعني فهمه بأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا ما دعا..
    حتى بأذن الله بفهم وتأمل اخر كونوا بتأملاتكم موفقين

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      معك حق، من الغريب أن نفعل هذا وللأسف نفعله أحياناً ... طبعاً مستحيل أن يخيّب أمل أي كان ...

      أحياناً أتساءل أيضاً هل من المعقول أن يذهب الكثيرون للنار على الرغم من كل هذه الرحمة؟

      شكراً جزيلاً أخي على مروركم الكريم ...

      وعذراً على التأخر في الرد

      حذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair