أريد أمل -~12*

- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف كان تدريبك اليوم حبيبي؟
- الحمد لله بخير ماما
- الف الحمد لله، عساكَ دوماً بخير يا عزيزي، هيّا غيّر ثيابك بينما أعد الطاولة للغداء
- حاضر ..
استدار ليذهب لكن نظرة ليده ذكّرته بما أراد السؤال عنه، فاستدار قائلاً:
- ماما هل تعرفين أحدٌ من خارج بلدنا؟
- نعم، في السعوديّة هناك بيت عمّك، وفي لبنان بيت خالتك، أظنّك تعرف هذا!
- أقصد، ألا تعرفين أحدٌ في غير بلد؟
- كلّا، لماذا؟
- انظري ماذا وجدتُ اليوم في البريد
سلّمها ظرفان ذوا طابعٍ غريبٍ لم تألفه قبلٌ عيناه، كان الشيء الوحيد المؤكد هو أنهما لوالداه لأنّ اسمهما على كلّ ظرفٍ منه ..
- مممم، ربّما كان من أحد معارف أبوك، عندما يأتي سأسلمها له بإذن الله، هيّا اسرع الآن
- حاضر

بعد عدّة ساعات، في غرفة نوم الوالدان ..

- تأخرت اليوم يا عزيزي
- لو تعرفين صعوبة العمل، مع كلّ صعوبات عمل المحامي فهي لا تعتبر شيئاً بالنسبة للتجارة
- هذا لأنك درست المحاماة وأحببتها
- نعم، كانت شغفي يوماً ما ..
- عزيزي، هذه رسالتان وجدها هاني اليوم
- مممم، لنرى ممن هي ..
- المضحك في الأمر أنّ الرسالتين مرقمتان!
- هاهاها، حقّاً، إذاً لنقرأ رقم واحد!
- انظري
- شيك بمليار دولار!
- دعينا نقرأ الرسالة!

  
بسم الله الرحمن الرحيم


أعتذر عمّا سببته لكما من حزنٍ وألم، لم أكن أعرف أنّ هذا ما ستؤول إليه الأمور، لكما كل الحق في عدم مسامحتي، وفي الدعاء عليّ ليلاً ونهاراً، أنا فقط لم أكن أعرف بأن مريم ستُفقد للأبد، كنتُ أحبّها أيضاً، انغمستُ في الموضوع من أجل المال فقط، لم أكن أعرف بأن نواياهم كانت ادنئ ...

لا أحد يعرف اليوم مكانها بل ومكان الذين شاركوا في سرقتها، فقد فقدنا الإتصال بالذين كانت معهم في نفس شهر الاختطاف ولم نسمع أيّ خبر عنهم منذ ذلك الحين، كان أحد أسباب بقائي معهم فترة طويلة هو الحصول على أيّ معلومة منهم، ظننتُ في بادئ الأمر أنهم أخفوا المعلومات عني لخوفهم من خيانة قد تبدر مني، ولكن اليوم أنا متأكدة من أنّ لا أحد يعرف بأمر تلك المسكينة غير بارئها ...

أرفق برسالتي مبلغ بسيط أرجو أن تتقبلوه، هو لن يعوّض الخسارة أبداً ولكنه ثقل كبير على كاهلي، استخدموه كما شئتم.


آسفة



كانت الصدمة المطلقة هي التي تمثل تعابير الزوجان تلك اللحظة، ثم دقائق صامتة كفيلة بترطيب وجهيهما، من كان يظن بأنهما عندما سيسمعان بأمر ابنتهما سيعرفان بأنها حقيقةً مفقودة كلّ تلك السنوات، كيف يذهب أمل سنين بلحظات؟

الحزن، الهم، الألم ..
الجرح، الفقد، الوهم ..

لقد تجسدوا في تلك اللحظة من كلمات، إلى ماديّات، تلمسها المنكوبان، الذين قضيا ليلتهما تلك يبكيان، وفي أحضان بعضهما يتدثران ..

ما أطول الليل عندما ننتظر فيه النهار!
فكيف يكون الليل عندما لا ننتظر بعده نهار .. ؟

4 قطرة / قطرات:

  1. سلام عليكم..
    ما أطول الليل عندما ننتظر فيه النهار!
    فكيف يكون الليل عندما لا ننتظر بعده نهار .. ؟
    الانتظار يظل قهري الوجود وضرورة حتمية يفرضها على المنتظر ، في اغلب انواع الانتظار، إلا ان إرادة المنتظر اثناء الانتظار من حيث التفاؤل واليأس ، تجعل منه طويلاً قصير الاثر او قصير المدة طويلاً الاثر قاتلا ، فقط بالتفاؤل واليأس تحدد المدة ونوع الاثر على نشاط المنتظر..!
    من الواضح بأن الوالدان وكاتب الرسالة عاشا مرارة الانتظار إلا ان الامل الذي تحمله الرسالة من الصفح من الوالدين ، اعاد الحياة والنشاط في أمل العثور على اثر يدل على مريم..!
    هذا هو الامل يغير الواقع من حال الى حال...سبحان مغير الاحوال.
    حتى يأذن الله بالتتمة كونوا بالامل بخير حال

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      سبحان الله، ربما لا أدري إن كان الانتظار دوماً حتمي، أظن -حسبما أرى - أن الأمل في مريم قد خبا هنا ...

      كونوا بحفظ الرحمن وتوفيقه

      حذف
  2. لقد تجسدوا في تلك اللحظة من كلمات، إلى ماديّات، تلمسها المنكوبان، الذين قضيا ليلتهما تلك يبكيان، وفي أحضان بعضهما يتدثران ..

    ما أطول الليل عندما ننتظر فيه النهار!
    فكيف يكون الليل عندما لا ننتظر بعده نهار .. ؟

    وجعتني التدوينه ... حسيتها اوي .. تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الله ليوجعك على واقع ابداً ان شاء الله ...

      :)

      حذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair