كاذبة


·         هل كذبتي؟
·         نعم، فعلت.
·         مرة أخرى!!
تلك الأوقات التي نكون فيها وحدنا، لسنا وحدنا بالضبط .. نحن والله عزّ وجل وحدنا.

عندما نشعر بالوحدة، بالظلم، بالقهر، بالإهانة .. أحلامنا وُئدت، من وأدها؟ لا ندري.

أهو نحن .. أم المجتمع؟ ، أهو نحن أم الغير؟ ، بكل الأحوال نحن نتحمل نصيباً كبيراً من الذنب، ألسنا من سمح للغير بوأدِها، ألسنا من شاركنا المجتمع أفكاره؟

ندرك بأننا أخطأنا، ليس بحق أحد إنما بحق أنفسنا .. ظلمناها!

فكيف نأخذ بحقها من أنفسنا؟

صحيح بأن البراءة جميلة، صحيح بأن الطيبة مطلوبة، صحيح بأن مراعاة الآخرين شيء لا بد منه لنستحق لقب ""إنسان" ..
لكن الذكاء والتفكير مهم جداً، أليس العقل ما يميزنا عن المخلوقات الأخرى؟

عندما نتخلى عن مفاهيمنا وقواعدنا التي حددنا بها حياتنا، لأجل ماذا؟
أمل قد لا يتحقق!

وقتها نكون خطونا أول خطوة في درب التخلي عن أنفسنا، أول خطوة في إهانة أنفسنا، أول خطوة في ظلم أنفسنا.

يبدأ التنازل بخطوة تتبعها أخرى لنفتح أعيننا ونجد بأننا فعلنا الكثير، الكثير جداً مما اعتبرنا بأنّ من المستحيل علينا –قطعاً- فعله.

قد –وقد لا- نحاول في العودة إلى ما كُنّا عليه، ولكن هيهات ..

إمّا أن نصبح أقوى أو نبقى على ضعفنا، في كل الأحوال هذا الزخم من الخبرات التي اكتسبناها لا يمكن أن يختفي لنعود إلى عهدنا السابق.

قد تكون نعمة أو نقمة، نحن من يقرر ..

ولكن في كلّ الأحوال لن نستطيع أن ننكر حتى إن تنكرنا لتلك الأنفاس التي هدرها جهازنا التنفسي، لنعيش تلك اللحظات.

قد يكون صعباً أن نستوعب ما فعلناه بأنفسنا، حجم الضرر الذي سببناه لها، ما ذنبها هي؟

نحن لا يمكن أن نتخلى عمّا نحن عليه، الصفات الجيدة التي جبلنا عليها، يجب أن لا نفعل هذا!

نحددها نعم، نعرف متى نستخدمها نعم، لكن لا نجهضها!

ليس ذنبها هي بأننا لم نعرف استخدامها، بأن الآخرين استطاعوا استغلالها ..

يجب أن نعرف متى نستخدمها مستقبلاً .. وبأن نكون حازمين –لكن لطيفين- معها.

سنجرب كثيراً أن نخرج من تلك الفقاعة التي وُضعنا فيها، وسنفشل كثيراً.

هو ليس فشل، هو فقط طريق خاطئ اتخذناه .. بسبب صديد تلك الآلام، التي ما زالت تعيقنا.

كلّما أصررنا على عدم الإستسلام وعلى إيجاد طريق آخر، ولا ننسى أن يكون كل هذا بالتوكل والاعتماد على الله ..

كلّما جُلي هذا الصديد وظهر الماس، وقد يكون مافينا أعظم من الماس، قد يكون فينا قلب وعقل ومشاعر تُرضي الله ..

وقتها سنبدأ أخيراً بتقدير أنفسنا وجهودنا، وقتها سنبدأ بالشعور بعظمة الخالق، الذي جعلنا نمر بما مرّ بنا ..

لنتعلّم .. ونفهم !

وقتها سندرك فقط بأننا نجحنا، بامتياز .. وكُنّا الأوائل على أنفسنا.

لو يحصل هذا فقط .. وقد يحصل .. ربما يحصل .. وبالإمكان طبعاً أن يحصل ..

وقتها فقط .. حينها فقط .. ينبغي أن نقول "هنيئاً لنا". 


·        هل كذبتِ هذه المرّة أيضاً؟
·         نعم، فعلت.
·         إذاً ما الفائدة من كل كلامك؟
·         كانت آخر كذبة، فأجهضتها.

8 قطرة / قطرات:

  1. غير معرف4/06/2013

    قطرة جميلة جداً
    كلش يعجبني إسلوبك بالكتابة

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمين حبيبتي هالشي يشرفني ^_^

      وانتي هم أسلوبج كلش مميز واله نكهته الخاصة :)

      منورة حبيبتي

      حذف
  2. سلام عليكم..
    الصدق جُنة..كما قال عليُ عليه السلام
    متى ما تملكنا الصدق كنا اكثر سعادة وتوفيقاً في كل امر وعكسه ما إذا ما تملكنا الكذب .
    وأول الصدق يكون مع الله والنفس وما المبادئ والمثل إلا الاخذ بعهد الله والعمل بمقتضاه ، للاسف نعرف لكن لا نعمل بما نعرف لماذا..؟!
    لان الكذب اقل كلفة ظاهراً من الصدق .. ويبقى نداء الحق ينادي ..
    ( يا ايها الذين آمنو كونوا مع الصادقين )
    حتى يأذن الله بشقشقة اخرى كونوا مع ومن الصادقين.. موفقين

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      عليه أفضل الصلاة والسلام ...

      "لان الكذب اقل كلفة ظاهراً من الصدق "

      جميل جداً تعليقك وفقكم الله عزّ وجل لكل خير

      حذف
  3. مبدعة دوما عزيزتي

    ردحذف
  4. جميلة هذه القطرة , أسلوبك بسيط وحساس

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لكِ عزيزتي، هذا من حسنِ ذوقكِ :)

      شرّفتني

      حذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair