,

بحث في حرية المرأة...من مختلف الانظمة...وفي الاسلام...مناقشة...ومقارنة..2







الان نأتي الى الرأي الديني الاسلامي في ذلك. فاول خطوة اننا نقدم بعض الاطروحات، بعد الالتفات الى نقطة ضرورية وهي ان الدين لم يكفل حرية المرأة من جميع الجهات بطبيعة الحال بل ولا حرية الرجل من جميع الجهات بل اعتبره عصيانا وتسيبا ولا انسانية انه الانسان يكتسب حريته امام الله سبحانه وتعالى، ويؤدي ذلك الى فشل

الفرد والمجتمع بل من المستطاع القول ان العقوبات الدنيوية الشديدة التي جاءت على بعض المجتمعات قبل الإسلام، كالطوفان والخسف والقذف وغيرها انما حصلت لان افراد المجتمع اتخذوا الحرية في اعمالهم حسب مشتهياتهم ورغباتهم ولم يطيعوا دينهم وعقلهم ومن ثم قيل الحرية هي التقيد بالنظام، وليس بكل نظام بل بالنظام التكاملي الحقيقي والانساني. ومن ثم يكون سلبا للحرية الشخصية بالمعنى المتسيب بطبيعة الحال. وانما الحرية الحقيقية هي الحرية من النفس الامارة بالسوء ومن الشهوات والمظالم والتمحض بطاعة الله سبحانه، بخلاف المسالك الدنيوية في فهم الحرية من حيث انها اتباع للمصلحة الخاصة والرغبات وبالتالي اطاعة النفس الامارة بالسوء فيكون ذلك مصداقا وتطبيقا لقوله تعالى
((جعل الهه هواه واضله الله على علم))
 صدق الله العلي العظيم.




وانما الحرية الحقيقية هي الحرية من الماثم والمظالم. وفي الرواية ان الامام الكاظم موسى بن جعفر (عليه السلام) -احد احفاد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من بنته فاطمة الزهراء عليها السلام مشهور بورعه وتقواه - كان يمر في بعض الطرقات اذ خرجت جارية من احد المنازل وكان منزلا فخما بهيا لتلقي القمامة في الطريق وكأنما في هذه القمامة ما يدل على انها مخلفات خمر ومجون والعياذ بالله، فسألها الامام (عليه السلام): من صاحب هذا البيت ؟ قالت: مولاي بشر (وهو الذي سمي ببشر الحافي بعد ذلك). قال لها: مولاك حـر ام عبد. قالت: حر. قال: نعم لو كان عبدا لما عصى مولاه. فدخلت الدار فقال لها بشر مولاها: اين كنت ؟ فذكرت له كلام الامام (عليه السلام) بدون ان تعرفه طبعا. فقال لها: صدق (سلام الله عليه) ثم خرج الى الطريق يركض ليلحق بالامام ثم انه تصدق بكل ماله واصبح من الزاهدين ولقب بشر الحافي لانه كان يسير بدون نعلين.



اذن فالمطلوب الحقيقي، هو ان يكون الانسان حرا من النفس الامارة بالسوء وعبدا لله عز وجل، لا العكس وهو ان يكون حرا من اطاعة الله تعالى والعياذ بالله وعبد لنفسهه وشهواته وهواه.




اذن فلا توجد في الدين لا على المستوى الشرعي ولاعلى المستوى الاخلاقي ولا على المستوى العقلي حرية دنيوية بهذا المعنى بل هي الفساد بعينه ولم تعطى لا للرجل ولا للمرأة وحديثنا اصلا عن المرأة، اذن فلم تعط المرأة الحرية الكاملة وانما اعطيت بعض الحرية فكما لم يعط الرجل الحرية الكاملة وانما اعطي بعضها فبالنسبة الى المرأة يمكن ان نطرح الاطروحات التالية:



الاطروحة الاولى :ان الاسلام كفل حرية المرأة اخرويا، ولم يكفلها من الناحية الدنيوية.




الاطروحة الثانية : ان الاسلام كفل حرية المرأة نسبيا الا انه لم يؤمن بتساوي الرجل والمرأة في ذلك، بل قال من اول الامر وبصراحة((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله)).



الاطروحة الثالثة : ان الاسلام كفل الحرية الاقتصادية للمرأة اي عمل المرأة بمقدار حرية الرجل الا انه من الناحية الاخلاقية ليست كذلك من حيث ان القيود الموضوعة على المرأة اكثر مما هي على الرجل من هذه الناحية.

***

ولا بد من النظر الان بالمقدار الذي يناسب الحال في هذه الاطروحات من حيث اسبابها اعني ادلتها الاسلامية ومن حيث نتائجها ومعلولاتها.




اما الاطروحة الاولى فقد كفل الاسلام اخرويا كما قال تعالى في هذه الاية اللطيفة وكل ايات القران لطيفة: ((ان المسلمين والمسلمات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما)).


ثم يتعرض القرآن الكريم بعد ذلك مباشرة في الاية التي تليها بان الحرية المسحوبة عن الرجل ايضا هي مسحوبة عن المرأة وهي الحرية في العصيان والتمرد على الحق والعدل فانه ليس في مصلحتهما ذلك بكل تاكيد ولا يجوز لاي منهما ذلك بكل تاكيد، قال الله تعالى:








((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة
(اي الاختيار والحرية)



من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)).


فالرجل والمرأة كما هما متساوون بالمغفرة والرضوان كذلك هما متساوون في تحمل مسؤولية العصيان. وقل هما سواء في الثواب والعقاب معا. وقال تعالى:((ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد * فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض * فالذين (يعني الذكر والانثى) هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب)).
وقال تعالى:
((ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)).

وقال: ((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم))

. وقال: ((يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنبازوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون)).

ومن الممكن القول ان سياق هذه الايات الكريمات هو اخروي اكثر منه دنيويا وخاصة حينما يقول ((القانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والصائمين والصائمات))

او يقول ((اني لا اضيع عمل عامل من ذكر او انثى)).




اذن فالذكر والانثى متساوون من الناحية الاخروية جزما اي من ناحية قبول العمل وامكان التكامل والحصول على الثواب ونحو ذلك. واما من الناحية الدنيوية فهما غير متساويين من حيث ان المرأة ممنوعة عن كثير من الامور الميسورة للرجال شرعا كالتقليد والقضاء وامامة الجماعة للرجال ونصف الحصة في الارث ((للذكر مثل حظ الانثيين))

وذلك ثابت في الاولاد والبنات والاخوة والاخوات والجدة والجدات والزوج والزوجة وكذلك الشهادة بالهلال وكذلك في اصل الشهادة يكون الاثنين من النساء كواحد من الرجال.





هذا من حيث الاسباب ونتعرض الى النتائج ان شاء الله في الجزء الاتي  :)

6 قطرة / قطرات:

  1. غير معرف5/06/2010

    جزااك الله خيرا اختي الغاليه

    طرحتي الموضوع فأبدعتي .. منتظرة تكملة الموضوع..

    وفقك الله

    ردحذف
  2. جزانا الله جميعا ان شاء الله :)

    ان شاء الله يوم او اثنين واكمل طرح الموضوع :)

    وفقنا جميييعا يااااااااا رب

    ردحذف
  3. اختي قطرة وفا


    اعجبني موضوعكِ جدا

    نعم كفل الدين الاسلامي حرية المرأة

    ولكن اليوم اصبحت العادات والتقاليد هي من تجعل المرأة مقيدة وتأمرها بالاخذ على عاداتها وتقاليدها قبل اتباع دينها ، المراة هي للمنزل فقط
    ولكن لم نجد سابقا من يقول هذا الكلام بل شاركت المرأة في جميع المحافل
    ولكن مع الاسف تلخبطت الاوراق والكلام ولخبط الحابل بالنابل فاصبح العيب والحرام قبل احترام الذات واحترام عقل المرأة .

    وبالنسبة للصورة اختي ارى ان الفتاة يجب ان تغطي مساوئها وعيوبها وتخفيها قبل ان تخفي وجهها وشعرها فكثير من الفتيات يلبسنه لاخفاء عيوبهم ولايهام الناس بايمانهم وكثير من الفتيات اعرفهن سافرات ولكنهن حافظات لأنفسهن ولا يتركن فرض الا وادينه الستر ليس بالمظهر .

    اشكرك عزيزتي وبانتظار البقية :)

    ردحذف
  4. معك حق...بسبب تخلف المجتمع و مناداة الغرب بالحرية و مع انها من الجزء السابق بانت شلون متطبق الحرية...

    فصار بين المتشددين اللي ميفهمون شي اهم شي عدهم العيييييب...والعيب وين مستند؟؟؟..على كلامهم هم!!

    و بين الناس اللي تنادي الى تحرر المرأة من عفتها و كرامتها بأسم شنو؟؟الحرية!!




    معك حق...ولكن الواجب ان تغطي الاثنان...وانا اعرف ايضا هكذا ناس...مما يجعلني اشد اصرارا على حجابي..لاثبت لهم ان الاسلام ليس كما يدعون...

    و الحجاب واجب علي...والاخلاق واجب علي...فيجب علي تطبيق الاثنان في وقت واحد ان كنت اريد لقاء وجه ربي وانا مطمئنة ..

    لان اي خلل فأي شيء من الواجبات سيوجب علي عقاب اليم :)


    لقد انزلت جزء و ان شاء الله الجزء 4 احبه كثيييرا لانه يعطي زبدة الكلام :P

    بانتظار عودتك ايضا ان شاء الله :)

    ردحذف
  5. غير معرف12/08/2012

    الله يجزيكو كل خير

    ردحذف
  6. ويجزي الجميع ان شاء الله ... امين :)

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair