أريد أمل -~15*

كل عام وأنتمـ بألف خير رزقنا الله عز وجل التوفيق والسعادة في جميع مجالات حياتنا إن شاء الله

=======================

- ماذا سنسميها؟
- دعنا نسميها مريم
- على إسم أختي؟
- نعم عزيزي، هكذا ستحبها أمك أكثر ..
- الحمد لله الذي رزقني بجميلة وذكية
- ومن هي الجميلة؟
- مريم
- والذكية؟
- مريم مستقبلاً إن شاء الله!
- ماذا!
خرج زوجها يضحك، كان سعيداً جداً، فما اقترحته زوجته كان بالفعل ما يدور في باله، وهو متأكد بأن هذا الفعل بالفعل سيسعد أمه ..

دخلت مريم جديدة للعائلة، أمسكتها وهي ترتجف، كانت حفيدتها تشبه عمّتها بطريقة مثيرة لكل الشبهات، أحبّاها من أصبحا اليوم جدّان ..

- لقد أعادها الله عز وجل، ألم أخبرك بهذا؟
- نعم عزيزتي، لقد عوضنا الله عز وجل بهذه الملاك الصغيرة، لا تبكِ الآن
- لا أعرف كيف استطعتُ يوماً ما أن أفقد الأمل، كيف استطعتُ أن أحزن جداً وأنا أدّعي الإيمان!
- لقد صدمتنا فقط الأخبار وقتها، لقد استغلّ الشيطان لعنه الله ضعفنا، فوسوس لنا، واستجبنا ..
- نعم، هذا ما حدث، لكن اليوم أكاد أعجز عن الشكر، كيف لي أن أشكر ربي على هذه العطيّة؟
- أحسني نصح أمها في تربيتها، فهي لا تملك غيركِ أماً لها
- أعلم بهذا عزيزي، أشعر بأنها إحدى بناتي فِعلاً، لم نخطئ في تزويجها لهاني أبداً، لقد كان القرار السليم بالفعل
- معكِ حق، عندما أراهما سوياً أفرح، أشعر بعظمة ما فعلناه، ماذا لو كنّا انتظرناه حتّى الانتهاء من الجامعة؟
- كان سيملك واحدة على الأرجح في قلبه، فالجامعات كلّها مختلطة، جيدة أو  سيئة لن نعلم، وعندما نعلم سيكون غالباً قد فات الآوان، كيف لشابٍ أن يفني أجمل أيام شبابه في الدراسة فقط؟ لقد كانت لحسن تربيتك الفضل الكبير، فهو يعمل ويدرس واليوم أصبح أباً ..
- بل تربيتنا معاً، أتذكرين كم كانت مسؤولية تربيته صعبة؟
- لا تذكرني بتلك الأيام! الحمد لله الذي هداه ووفقه لكل خير، مازلتُ أستغرب كيف اتجه لصحبة السوء!
- المهم هو أنه كيف استطاع تركهم والافلات من قبضتهم، هنا كانت الصعوبة الفعلية ..
- قد تستغرب كلامي، لكن أظن بأن زيارتنا لريتا يوماً ما كان لها السبب في هذه الرحمة الالهية، بالرغم من أنها كانت قبل كل ما حدث 
- أفكر أحياناً بنفس طريقة تفكيرك، بحجم كم الألم والغل التي تخنقني كلما تذكرت فعلها إلّا أن منظرها في آخر ساعاتها يدعو للخوف من غضب الله، والله الذي لا إله الا هو ما سامحتها إلّا شفقة عليها، فالذي كان بها يجعل الإنسان يوقن بالعدل الإلهي، ويرتعب من قدرة الخالق عز وجل علينا، نحن الذي يظن أغلبنا أن له اليد العليا!
- كان منظر مخيف بالفعل، لم أستوعب وقتها بأن هذه المريضة المستلقية هي نفس الفتاة التي كانت تعمل عندي قبل تسع سنوات، الله يرحمها ويعطها على قدر نيّتها، في النهاية نحن لا نعلم ظروفها التي جعلتها تتجه لهذا الفعل ..
- لا ظرف يبيح للإنسان خيانة الأمانة وسرقة البراءة، لا وضع يحِل للإنسان عض اليد التي تطعمه، حتى الكلاب تستعف عن هكذا فعل!
- اهدأ يا عزيزي، أعرف ما تقول ورأيي كرأيِك ولكن أحاول أن أزرع في قلبي التسامح والرحمة كلما استطعت، لقد رزقنا الله عزّ وجل الصبر حتى نرى تعويضه، ورزقنا العمر حتى نرى قدرة الله عزّ وجل بها، أمّا هي فقد ابتلت بالايدز الحمد لله الذي عافانا منه، ولكنها امتلكت التوبة، وحاولت التكفير عن ذنوبها، كما بدا لنا، أتذكر؟
- نعم، أذكر، رحمها الله عزّ وجل إن أعتبرها الله عز وجل من المسلمين والمسلمات ..
- آمين يا رب العالمين. لا أكاد أقوى على انتظار خروج مريم من المشفى!
- بصراحة ولا أنا، لنرتاح قليلاً الآن لنزورها غداً صباحاً إن شاء الله ونتناول طعام الإفطار مع أمها رجاء ..
- فكرة جميلة ..

2 قطرة / قطرات:

  1. سلام عليكم..
    تقبل الله الصيام والقيام..عذراً لتأخر التهنئة
    من زرع حصد ، هي انسب عبارة لما آلت له الامور لكل شخص في القصة ، كما هو الواقع زرع وحصاد ، فأحرص -ايها الانسان - على ما تزرع فحتماً انت حاصد ما زرعت . ولا يتأتى ذلك إلا بالصبر والامل بعد تهيئة الارض للزراعة .
    في الختام اود الإقرار بأمرين الاول ان حديث ( الجدان ) عن مريم البنت والحفيدة مؤثر يقشعر له البدن لماذا لا اعرف ربما لصدق المشاعر .
    الامر الثاني ارجو السماح وتقبل تعليقي على ما اقرأ تبعاً لما هو مفترض رغم انتهاء القصة ، فهذا التعليق سيتبعه اخر على نهاية القصة.
    حتى يأذن الله بذلك كونوا بخير..وكل عام وانت كذلك

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم

      منا ومنكم إن شاء الله وعيدكم مبارك إن شاء الله تعالى تقضون أيّامه في رضا الرحمن عز وجل وتوفيقه ..

      أذكر إني تأثرت عند كتابته ولربما أدمعت عيناي، الحمد لله أني استطعت جعلكم تتأثرون بالمشاعر في القصة وتتفاعلون معها، هذا بالفعل يسعدني

      ونحن بإنتظار تعليقاتك أخونا الكريم، وننتظر منكَ أي نقدٍ أو تصحيح، ونشكر لكَ هذا، أتمنى معذرتي على عدم الرد الفترة الماضية شاكرين لكم مروركم الكريم

      حذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair