بين البارحة واليوم - الجزء الأول





كانت فتاة صغيرة ولكنها لم تكن تطيل شعرها رغم جماله ... ولم تلبس ملابس الفتيات كغيرها من أميرات سنّها ... لأنها كانت تُحب اللعب و الشقاوة ... وكانت تحب أن تكون محور الإهتمام ... ودوماً تنجح في هذا من غير تمثيل أي دور وبكل إتقان ...


وهو ... كان الفتى الشقي ... ذو القلب الطيّب ... رئيس الأشقياء الصغار ... كان رغم شقاوته يعرف الأصول والحدود ... ويتمتّع بدور الزعيم من غير شريك أو منافس ... في قريته الصغيرة ... التي نادراً ما يأتي إليها الغرباء ...

كانت هي الغريبة المميزة ... حازت على رِضى الكِبار ... و على غيرة الصغار ... والأهم ... على قلب الزعيم ... كما حاز هو على قلبها - من غير علمه أو علمها - ... كان يُذكّرها بكل شيءٍ جميل تركته خلفها ... فأصبح الكل بالكل لها ... وكانت تجعله يرى كل ما لم يأتي على باله قبلاً ... نشطّت مخيلته فأصبح يقص لها بطولات كانت رغم معرفتها بعدم وجودها تصدقها برحابة صدر وتبتسم ... وتنفعل ! ... كانا يمضيان الوقت في اللعب والكلام ... كان يُدافع عنها أحياناً عندما تبكي كالأطفال ... و كانت تكن له في قلبها كل المعزّة والإحترام ...

... ومرت الأيام ...

ويوماً ما ... بعدما إعتادا على بعضهما ... وضمنت وجوده الدائم بجوارها ... أحضر لها أباها دمية صغيرة ... ولكنها من بلاد الإفرنج ...تتكلم و تضحك و تبكي ... وترتاح بالنوم إلى جانبها ... أرتها للجميع ... وتباهت بها ... وتناست صديقها ... الذي كان ينظر إليها من بعيد ... من غير علمها ... نظرة ملؤها العتب والألم ... لقد ظنّ أنه أصبح ماضٍ ... لم يكن يعلم وقتها شيئاً ... ليته عاتبها ... ولكنه لم يعلم ... وربما لن يعلم أبداً !

بعد مدة ... بعدما أصبح لضحكتها وزن في المجموعة ... ولكلامها صدى ... كانا جالسين ... هي لم تكن تعرف ما بداخله ... كانت مستمرة ببشاشة ... تضحك مع هذه و تتكلم مع ذاك ... يومها بدأ بالتعليق على كلماتها والسخرية منها ... نعم لقد بدأ الرئيس بإستخدام سلطته متأثراً بقلبه ... سلطة خاطئة... حزنت و ظنّت بأنه بدأ بكرهها ... لم يعد صديقاً لها ... لم تفهم هذا وقتها ... كما لم تفهم الكثير من الأمور حين حدوثها ... ويا ليتها فهمت ... أو لم تفهم أبداً !

قالت له والدته : " سنذهب يا بُني ... إلى تلك المدينة ... حيث أختي وأولادها ... هناك ستنال تعليماً أفضل و حياةً أجمل " ... لم يُعارض ولم يتكلم ... بل قبل وبدأ بالتحضر ... ولكنه لم يُخبر أحداً ... كي لا يُخبرها أحد شيئاً ... فهي على الأرجح لن تهتم ... وحتى لو اهتمت فقد خانته ... وتركت صداقتهما من أجلِ لعبة ! ... فلتهنأ باللعبة و لتعيش معها ... ولتحس بالندم إن أحسّت !

كان يوماً عادياً أو هكذا هي حسبته ... إجتمعوا جميعاً ... إبتسمت له عندما رأته ... ولكنه لم يرد لها الإبتسامة ... لم تفهم قصده يومها ... ولكنها يوماً ما فهِمته ! ... كانت عيناها تنتقل من شيءٍ لاخر بلا اهتمام ... وكأنها تبحث عن شيءٍ ما ... فجأة انفرجت إبتسامة واسعة عن شفتيها أظهرت أسنانها ... إبتسامة تنم عن فرحة من القلب ... ها هي رحاب قد أحضرت لُعبتها التي إستعارتها منها منذ البارحة ... لقد إشتاقت لها كثيراً ... فتركت المجموعة بدون إستئذان و ذهبت لتحضن اللعبة ... و تلتمس وجهها الذي بدأ يضحك وضحكت معه ... عندما إنتهت من اللعب مع بعض الشلّة باللعبة كعادتهن ... إنتبهت بأن أغلب المجموعة قد ذهبت ... غضبت لأنه لم يودعها ... ولكنها تعرف بأنها ستلقاه غداً ... فلم تهتم !


يُتبع ...

4 قطرة / قطرات:

  1. الأخت الغالية والعزيزة

    أسلوب تشويقى رائع ... ننتظر التكملة بفارغ الصبر

    تحياتى لشخصكم الكريم وروجكم الطيبة ودمتى سعيدة

    ردحذف
  2. الله عليكي ياقطرة

    انتي مشروع اديبة رائعة

    تحيتي

    ردحذف
  3. ايام وليالي :

    الف الحمد لله حاز إسلوبي على إعجابك ... إن شاء الله قريباً جداً أضع التكملة :) ...

    نورتي متصفحي بمروركِ اللطيف أختي :)

    ردحذف
  4. سواح في ملك الله :

    ههههههه كلا لستُ هكذا أبداً ... إن شاء الله تعجبك نهاية القصة كما بدايتها :) ...

    شاكرة مرورك حقاً :)

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair