, ,

سورة التوبة الاية 43 ... بحث طلب مني + دعاية ترويجية :)


بسم الله الرحمن الرحيم
" عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) "
صدق الله العلي العظيم

في هذه الاية نجد واحدة من ألطف أساليب المخاطبة ( إياك أعني و اسمعي يا جارة ) ... حيث مثلا أن ذوي الحضر يعاتبون مقربيهم و يريدون غيرهم إعراضا و إسقاطا للشخص المقصود من المخاطبة والمشافهة ... ونلاحظ أن الاية بدأت بالعفو ... وهذا أكبر دليل على لطف الخالق عز وجل ...



بالنسبة لـ " عَفَا اللَّهُ عَنْكَ " إنه دعاء للرسول محمد صلى الله عليه واله أو لعامة المسلمين و هناك ما يشابهه في القران الكريم ... مثل : " قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) " و " وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) " و " وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)  " و "  لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)  " و " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) " و " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)  " ... فالأمثلة واضحة والأسلوب لم يستعمل فقط هذه المرة لنستغرب و لنتحير بالاية الكريمة ولو كان الله سبحانه و تعالى بعث لنا بنبي يخطئ و لا يتق الله عز وجل و يجادل رب العرش العظيم – حاشى لله عز وجل طبعا – لما طالبنا الله عز وجل بحسن الأخلاق و لما كانت لنا قدوة أبدا و حاشى لله عز وجل أن يفعل ذلك و هل للذي يملك الخلق العظيم ومن لم يسجد لصنم قط ولم يعبد إلا الله عز وجل أن يجادل و يعمل ذنوبا صلى الله عليه واله وسلم ؟ ... حاشى لرسولنا الكريم بل إن الأمر هو الإسلوب الذي إبتدأ به البحث ...

والاستفهام في الاية " لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ " لا يدل على إن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم خالف امر الله عز وجل ولا إنه صلى الله عليه واله وسلم ترك الأوجب بسبب الواجب حاشى لرسول الله صلى الله عليه واله ذلك و هو المعصوم عن الخطأ ... ونحن نؤمن بأن الرسول صلى الله عليه واله من ينطق من حرف إلا وكان الحرف في الوقت المناسب و له التأثيرالمناسب "  (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) "  ولو لم يكن ذلك لما انتشرت الدعوة الإسلامية ونلاحظ يوما بعد يوم إزدياد عدد المسلمين بعد إنسان قد استشهد قبل الاف السنين ولم يزد عمره الشريف على 63 ! ... و أيضا هذا الإنسان كان في البدو ( كما نطلق عليهم )  ... المهم فإن الاسلام كان في ذلك الوقت ( وقت الاية الشريفة ) ذا هيبة و مكانة في أعين الدول الأخرى ... ولكنه في نفس الوقت لم يكن قد ترسخ بعد في نفوس جميع المسلمين ... وكان النفاق واضحا في الكثير منهم ... و الايتان " وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) " تدل على إن ما فعله الرسول محمد صلى الله عليه واله كان في المصلحة العامة فانهم لم يعدوا العدة أصلا للحرب ... و أيضا فهم لو خرجوا كانوا قد زادوا التفرقة والفتنة في صفوف الموجودين ... و واضح من الاية الكريمة أن هناك من يتأثر بها لعدم ترسخ الإيمان في قلبه ... فهذا أكبر نفي عن إن عمل رسول الله صلى الله عليه واله و سلم على غير المصلحة الإلهية ... وربما لو منعهم الرسول صلى الله عليه واله من القعود لما فعل هذا المنع فرقا و تخلفوا عن الجهاد ... فالرسول محمد صلى الله عليه واله قبل هذا حفاظا على وحدة المسلمين و ربما هناك أسباب أخرى لا علم لي بها ...

فبما أن الرسول محمد صلى الله عليه واله مطلعا على نفوسهم عالما بنيتهم ... فالاية الكريمة توبخهم بالاسلوب الالهي الجليل ... و تطلع غيره من الباحثين عن الحق على وقائع ومكانة هؤلاء المقصودين الذين نالوا غضب الباري عز وجل " إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)  " ولو أراد القارئ اللبيب معرفة هؤلاء المنافقين والكفار الذين أثبت الله عز وجل كفرهم وجعله حاضر ليبين علامات المنافقين والكفار و أيضا حسب فهمي للدلالة على أن هؤلاء لم ولن يؤمنوا أبدا ... فكفرهم ونفاقهم موجود دوما .... يمكن للقارئ مراجعة واقعة غزوة تبوك حيث أن هذه الايات الكريمة من سورة التوبة نزلت فيها ...  

على سبيل المثال ( لإثبات كلامي ) : لو أن ظالما أراد ضرب إبن زيد من الناس... و أتى صديق زيد فمسك يد الظالم ومنعه ... فيقول زيد  لصديقه : ( لما لم تتركه يضرب الطفل البريء ؟ ) ولا يكون الكلام على سبيل المعاتبة قطعا فأي أب يريد أن يضرب إبنه !!! .... بل هو لبيان مدى ظلم هذا الظالم و فضاضته و قلة أدبه للناس والموجودين

ملاحظة : قد يكون هناك أخطاء في البحث أو بعض الجمل الركيكة ... إن وجدت أرجو تنبيهي عليها :) ... ولكم جزيل الأجر



المصادر التي إعتمدت عليها في البحث : 

1.       الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل لناصر مكارم الشيرازي
2.       الميزان في تفسير القران لسيد محمد حسين الطباطبائي
3.       بيان السعادة في مقامات العبادة للحاج محمد سلطان الجنابذي


والحمد لله رب العرش العظيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله و صحبه المنتجبين :)

---------------

دعاية ترويجية :) : الحمد لله إنتهيت من كتابة الحلقة الخامسة : اليوم الذي قلب الحسابات - الجزء الأول   بعد تأخر دام شهر عن أخر حلقة ... لإنشغالي بكتاب المساعد في حفظ و فهم جزء عـ الثلاثين ـم والحمد لله أنهيته :) ... دمتم بحفظ الرحمن 

4 قطرة / قطرات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختي الفاضلة

    كلام طيب وبحث جميل وما أجمل كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كلامكِ
    لكن بالنسبة للمنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم قليل وأما الكثير فهم في زمننا هذا فكم عدد الذين خرجوا للجهاد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكم كان عدد المنافقين
    أما اليوم كم عدد المجاهدين وكم عدد المنافقين؟!!
    والخطاب في الآية الكريمة كما أشرتي وينطبق عليهم قوله تعالى في سورة ياسين (( وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) ومثلها في سورة البقرة
    وعندما نضرب مثال من واقعنا نحن البشر علينا أن نقول ولله المثل الأعلى...
    فالذي خلقنا هو أعلم بنا من أنفسنا وبين لنا طريق الحق وطريق الباطل وأرسل إلينا رسولاً منا لينذرنا وما على الرسول إلا البلاغ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين

    جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكِ
    وموفقة دائماً بإذن الله تعالى..

    ردحذف
  2. و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

    أشكرك أخي ... وكيف بنا عندما نذكر النبي لا نصلي عليه ؟ صلى الله عليه و اله وسلم :)

    نعم زمننا المنافقين أكثر من زمن الرسول صلى الله عليه واله ... هذا شيء لا يوجد عليه إختلاف ...

    و شكرا على التنبيه إن شاء الله أقول هالجملة المرات القادمة :)

    ان شاء الله ... الله يسمع منك :)

    بارك الله فيك أخي في الله :)

    ردحذف
  3. ذكرتي هذهـ الملاحظه :
    ،،
    ملاحظة : قد يكون هناك أخطاء في البحث أو بعض الجمل الركيكة ... إن وجدت أرجو تنبيهي عليها :) ... ولكم جزيل الأجر
    ،،

    كيف تكون بالبحث اخطاء وانتي استندي لكتب مهمه بهذا الشان فاذا معلوماتكـ من المصادر المذكوره ستكون صحيحه باذنه تعالى لانها من الكتب المعتبرهـ لدينا

    وفقكـ الله تعالى فسورة التوبة من احد السور التى فضحت المنافقين الذين كانوا يتلبسون بلباس الاسلام والاسلام ورسوله منهم براء

    ردحذف
  4. لا أقصد بالمعلومات ... بل أقصد بالتعبير الذي كتبته لأني لم أراجع ما كتبت أكثر من مرة ... فقلت ربما أخطأت بكلمة أو تعبير ...

    وفقنا الله عز وجل جميعا إن شاء الله :)

    صحيح كلامك :) ... ولكن يا ترى هل من متعظ و من منتبه لهذه المعاني فيها و في غيرها من السور والايات ؟

    جزاك الله كل الخير أختي و شاكرة لك مرورك الجميل حقا :)

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair