,

أين كان الخطأ ؟


بإبتسامة ... لا أدري أكانت إبتسامة فرح ... حزن ... أم ... ألم ...
 المهم ... بدأت حديثها ... معي ...

- أتعلمين ؟ ...
كنت مواضبة على صلاة الليل ... الصلاة كاملة وليس فقط الشفع و الوتر منها ... و أيضاً نافلة كل صلاة ... و أيضاً قراءة القران يومياً ... و أيضاً قراءة أدعية و زيارات يومياً و بعد كل صلاة ... وليس هذا فقط ... الإستماع إلى المحاضرات و قراءة الكتب الدينية ... ودعوة البقية لهذا الأمر ...
-          عزيزتي ...
-          دعيني أكمل ... أرجوكِ ...
ولكن أتعلمين أيضاً ... ولا أظُنُّكِ تعلمين ... بتُّ أنظر للناس بدونية ... أنا أفضل منهم ... كبر عندي فعل الـ(أنا) بشكلٍ كبير ... كنت أظن بأنني متسامحة ... طيبة ... ونقية ... ولكن ! ...
أكثر ما يؤلمني بأنني كنت أرى الناس أعداءً لي ... يغارون مني ... لا أتحمل مزاحهم و لا إستغرابهم من تغيري المفاجئ ... أصبحت إنعزالية و إبتعدت حتى عن صديقاتي ... بتُّ أرى عيوبهم ... وعيوبهم فقط لا غير ! ...
أتعلمين ... أكثر ما يزعجني هو عدم إعطاء الناس مبررات لتصرفاتهم ... الإتهام و إسلوبي الجارح بالكلام الذي أوجهه لهم ... وكأنهم دمى لا مشاعر عندهم ... أو كأننا لا نؤثر على الناس إلّا بجرحِهِم ... لا أدري من أين كانت لي تلك الأفكار ... ألم أُدرك حينها أننا لا نستطيع زراعة الحُب ... إلّا بالحب و الحب فقط لا غير ! ... و أن القسوة تولّد القسوة !! ... والقسوة فقط لا غير !!!
هذا الأمر لم أكن أشعر به ... كنتُ أرى بأنني طيبة و جيدة لأنني أعبد الله عز وجل و أفعل مختلف الأمور الجيدة التي لا يفعلها البقيّة ... كنت أنزعج من الناس الضالة والخاطئة ... لم أكرههم والحمد لله ... تمنيت لهم كل الخير ... ولكن ... أيضاً لم أكن أرتاح برفقتهم أبداً ... ولم أحب هذه الرفقة !

بعدها بفترة ... رويداً رويداً ... إبتعدتُ عن العبادات ... إبتعدتُ عن القران ... إبتعدتُ عن كل شيء ... بل و صلواتي أصبحتُ أؤديها باخر دقيقتين ! ... لا أذكر الفترة بالضبط و لكن هذا كلّه حصل ... و بلمحة عين ! ... حين أفكر الان بالأمر أظنه كان عقاباً لي ... عقاب أستحقه بالتأكيد ...
حاولتُ الرجوع لما كنت عليه كثيراً ... لكن لم أوفّق لهذا الشيء أبداً ...
أتعلمين ما المشكلة ؟
-          ما هي ؟
-          بأنني نسيتُ أن أحب ... لم أتعلم الحب بشكلٍ صحيح ...
أتعلمين يا عزيزتي جمال الحب ... مقدار السعادة التي نحصل عليها عندما نعطي الأعذار للاخرين ؟ ... عندما لا نحقد عليهم ... عندما نعاملهم بطريقة جميلة رغم قساوة ما يعاملونا به ... عندما لا نتعذر بمظلوميتنا لنعطي الحق لأنفسنا بالكره و الحقد والرغبة بالإنتقام و التشفّي والغل ... عندنا نكيّف أنفسنا على الواقع ... عندما ننظر للباب المسدود نظرة واحدة و سريعة لئلا نعود إليه ولو صدفة وبعدها نركض مسرعين لإيجاد بابٍ اخر ... و إن لم نجد صنعنا واحد ... المهم أن لا نفقد الأمل باليوم و الغد و بعد غد ... نحتاج لأن نسامح الناس دوماً ... عن حقوقنا طبعاً ... ليس من أجلهم يا صغيرتي ... بل من أجلنا نحن ! ... نعم نحن ... فعندما نسامح نشعر بسعادة لا توصف ... نحن قادرين على عدم المسامحة و لكننا تنازلنا عنها و سامحنا ! ... سامحنا من كل قلبنا ...
العبرة ليست بكثرة العبادات عزيزتي ... العبرة بالقلب الصافي ... بالمحبة اللانهائية للكون ... بنشر السعادة بين أفراد العالم ... بالتيقن بأن الذي هو اليوم كافر ، عاصي ، قاسي ... في الغد ربما يكون أفضل منكِ و منّي ... بتمني الخير للناس ... بمساعدتهم عند الحاجة ...
أتظنين أنها أمور صعبة ؟
-          امممم ... ربـ ... ربما ...
-          ههههههه ... لا يا عزيزتي ... بهذه الطريقة أنتِ المستفادة ... لأنكِ تعيشين براحة بال ... و طيب خاطر ... و سمعة طيبة ... قد يقول عنكِ الجاهل ساذجة ... أو حتى غبية ... ولكنه للأسف لا يدري بأنكِ بهذه الطريقة أنتِ المرتاحة .. و السعيدة ... و أنكِ التي إستطاعت أن تغير العالم ... عالمها الخاص ... عالمها هي ... جعلته مثالياً ... وهو ما زال يعيش ببيئة وحالة مزرية ... فلا تهتمي يا عزيزتي بما يقولون ... و ابتسمي ... إجعلي الإبتسامة علامتكِ الخاصّة ... و أيضاً ... أحبّي ... بكل طاقتكِ ... أحبّي ... فالله عز وجل في كتابه الحكيم يقول :

" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "

ما الذي يريدنا الله عز وجل أن نتبع رسوله الكريم صلوات الله عليه و على اله به ؟

دين المحبة و السلام ... دين اللطف و الوئام ... دين الأخلاق و الجمال ... هذا ما يريدنا الله عز وجل أن نفعله ... حتى نستحوذ على حبه :) ...

10 قطرة / قطرات:

  1. السلام عليكم

    روعة روعة روعة...

    أختي قطرة.. أحييك بكل صدق على هذا العمق في الفهم.. هذه الكلمات - أجزم - لا تنبع إلا من تجربة عابدة أو - على الأقل - من معايشة قريبة لصاحبة المشكلة...

    هذه الحقيقة لم أصدقها قديما ولكني - ولله الحمد والمنة - تذوقتها بصورة أو بأخرى: أنت لا تنقص شيئا بمنح الآخرين أسباب السعادة، فأنت المستفيد الأول بهذه السعادة..

    صدقتِ في كلماتك القيمة (الفقرة السابقة للآية القرآنية مباشرة)....

    أختي قطرة.. قبل أن تخرجي من هذه الحالة.. اسمحي لي أن أهديك هذه الهدية.. صدقا ستستمتعين بها أيما استمتاع.. (وهذا وعد)

    http://www.4shared.com/document/sjky6EyU/___.html

    تحياتي مع تمنياتي بمزيد من القرب من المولى عز وجل.

    ردحذف
  2. اختي الفاضلة
    قال تعالي
    ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون))
    وقال ايضا ((لوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))
    صدق الله العظيم
    وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم
    رحم الله رجلاً سمحـًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى
    تحيتي

    ردحذف
  3. الكِبر.. الذي قد يغزوا قلوبنا فنظن أننا الأفضل
    يجب علينا الحذر منه وإلا كان لنا الخسران المبين
    هنيئاً لها حيث منّ الله عليها وقرّبها منه ثانيةً
    نعم هو ديننا دين الحب والعشق قبل كل شيء
    هو حقيقة الحب..حقيقة الحياة
    تعرفين لطالما قرأت الآية
    لكن لأول مرة أتأمل أنها استخدمت كلمة الحب والحب لمن لله
    ياه ما أجمل المعنى
    شكرا لك على جميل الشعور الذي وهبته لي بكلماتك
    وُفقتِ يا حلوة :)

    ردحذف
  4. أختى الغالية

    فكر أكثر من رائع .. ومحاولة أكثر من ممتازة لسبرغور المتأسلمين .. فالتعمق والتبحر فى الدين فجأة يجعل الشخص معتز بفكرة الأنا ... وأنه بالفعل الأفضل وأن الآخرين من الناس لا يصلون إلى ما وصل إليه .. كم أنتى ممتاز أختى الغالية فى تفنيد لأفكار والتتابع .. سعدت جدا بما خطة أناملك .. دومتى بكل الحب

    تحياتى

    أخوك / تامر

    ردحذف
  5. ماجد القاضي :

    وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

    شكراً لك حقاً ... :)

    نعم هي كما ذكرت ... لم تكن كلماتي وليدة عمل نظري ... مع إنّ ما زاد من إيماني ببعضها كان مسلسل أجنبي ! ...

    وأنا أيضاً لم أكن أتخيل حال المؤذيين ... كنت أستغرب من تصرفاتهم و ما بداخلهم ... أمر غريب هل من الممكن أن يستمتعوا بما يفعلون حقاً ؟ ... ولكنني و لله الحمد وجدتُ الإجابة ..

    أخي ... لم أرد أن أقوم بالرد إلّا بعد قراءتي لما أشرت علي ... بصراحة ملف رائع جداً و كأن الكلمات المكتوبة به موجهة لي ... كثير من الخواطر مترجمة شعوري والبقية تعطيني ملاحظة جديدة ... علم جديد :)

    شكراً جزيلاً على هذه الهدية ... إستمتعتُ بها حقاً

    دمت أخاً لي في الله ... حفظك الله عز وجل و عائلتك إن شاء الله تعالى :)

    ردحذف
  6. سواح في ملك الله

    سبحانه و تعالى ... صدق الله عز وجل و رسوله الكريم صلوات الله عليه و على اله و صحبه المنتجبين و سلم

    أهلاً بك دوماً أخي :)

    ردحذف
  7. ترانيم العشق :

    معكِ حق ... وكل ما زاد علمنا زاد استعدادنا للكبر ... أمر مخيف فعلاً :(

    معكِ حق ... هو أجمل دين :) ... يا لسعادتي بحيث كلماتي البسيطة جعلتكِ تتأملين باية عظيمة من ايات الله عز وجل :)

    دمتِ بحفظ الرحمن عز وجل و توفيقه دوماً إن شاء الله اختي العزيزة :)

    ردحذف
  8. Days and Nights :

    شكراً لك أخي الكريم على الكلام الذي قلته بحقي ... فعلاً هو أكثر مما استحق ...

    دمت بحفظ الرحمن عزّ وجل و توفيقه إن شاء الله تعالى :)

    ردحذف
  9. هنا الابتلاء والامتحان الالهي في

    كلما اقتربتِ من الله عزوجل اكثر زاد هجوم وساوس الشيطان عليكـ ِ

    فالغرور والتكبر و الشعور بانه الافضل هذه كلها اهواء شيطانيه
    وكثيراً منا نقع فيها ولكن ننتبه لهذا الامر ونصحح ونكمل طريقنا الايماني


    استمتعت كثيراً بالقراءة لهذه السطور الجميله

    ردحذف
  10. صح حبيبتي ... صادقة ...

    نورتي متصفحي يالغالية :)

    ردحذف

بضع أحرف مرصوصة منك، ستشجعني، تفرحني، تقوّمني ...

لا تستصغر شأنها، وتكرّم بكتابتها لي ..

شكراً لوقتك سيدتي وسيّدي

 

قطرة.من.بحر.الحياة © 2012 | Designed by Cheap Hair Accessories

Thanks to: Sovast Extensions Wholesale, Sovast Accessories Wholesale and Sovast Hair