في طريقي لنزع القناع

في يوم ساكن...قررت ان احصي الاقنعة...فلربما لو علمت عدد اصحابها...لربما قد استطيع اقناعهم بأن يتخلون عنها...فارتديت ملابس تقيني شرها...وابتدأت المشوار 

رأيت شخصا مرتد قناع اللطف ...واخر يرتدي قناع الحنان...رأيت ام ترتدي قناع المحبة...واب يرتدي قناع السلام...رأيت جماعة متطرفة ترتدي قناع التدين...واخرى ترتدي قناع الاستهتار...تعبت حقا من المشي...فقد اتعبني وهج الظلام...قررت ان اذهب الى الحديقة...و اريح عقلي بمشاهدة الاطفال...فوا العجب كل العجب...حتى الاطفال يلبسون الاقنعة...فوالله ان هذا من سخرية الزمان...رايت من يلبس قناع القوة...و هو في اشد الحاجة للاحتضان...و الاب يشجع قوته المزعومة...و كأنه لم ينظر لعينه البريئة...ويريده ان يجعله من الرجال!!! 

اثار اهتمامي رؤية امرأة...ترتدي قناع القسوة و عدم الاهتمام...و قلبها يتفطر الما...وكأن العيون عميت عن رؤية قلبها...ذهبت اليها و سألتها عن سبب قناعها هذا...سألتني عن سبب سؤالي...فاخبرتها بفكرتي و خطتي...ابتسمت متألمة واخبرتني...حالما تنزعين قناع السعادة و العقلانية المطلقة...يمكنك وقتها البدء بالناس...طأطأت راسي خجلا... 

ضحكت و قالت لا عليك يا صغيرتي ...اننا في دنيا حيث يغيب الامن والامان...فنظطر للبس اقنعة...لعلنا نشعر بالسلام...ولنحمي مملكتنا...من تطفل الغرباء...فاهدئي و لا تحزني...ولا تحاولي سلب القناع...فهو للضعيف قوة...و للقاسي هراء...و الفطن سيكتشف ذلك من الحوار...ابتعدي عن من يرتدي عشرة اقنعة...وصاحبي ذو اقل قناع... 

لم احاورها او اجادلها...كنت اشعر بالررثاء...لزمن فيه الجميع يظطر للبس قناع...فكنت انوي الاصلاح...اراني احتاج لنزع هذا القناع...فهمت بعضا من كلامها...فقد كنت مستغرقة بالافكار...وعدت من الفور الى منزلي ...وقد قررت الا انتقد الناس...فالانظر الى نفسي...فانا الاولى بالاصلاح...